أجمعين» ، وأنّها قالت : من أخبرك بهذا؟ قال : الله أخبرني ـ فأخبرت حفصة عائشة من يومها بذلك ، وأخبرت عائشة أبا بكر ، فجاء أبو بكر إلى عمر فقال له : إنّ عائشة أخبرتني عن حفصة كذا ، ولا أثق بقولها ، فسل أنت حفصة. فجاء عمر إلى حفصة فقال لها : ما هذا الذي أخبرت عنك عائشة؟ فأنكرت ذلك وقالت : ما قلت لها من ذلك شيئا. فقال لها عمر : إن كان هذا حقّا؟ فأخبرينا حتّى نتقدّم فيه. فقالت : نعم ، قد قال ذلك رسول الله.
فاجتمع أربعة على أن يسمّوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فنزل جبرئيل بهذه السورة : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ ... تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ) ، يعني قد أباح الله لك أن تكفّر عن يمينك ، (وَاللهُ مَوْلاكُمْ ... فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ) أي أخبرت به ، (وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ) يعني : أظهر الله نبيّه على ما أخبرت به وما همّوا به من قتله ، (عَرَّفَ بَعْضَهُ) أي : أخبرها وقال : «ولم أخبرت بما أخبرتك» به؟ (١).
صالح المؤمنين وأطراف المواجهة
روى محمّد بن العبّاس ، بسنده عن الصادق عليهالسلام :
قال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عرّف أصحابه أمير المؤمنين عليهالسلام مرّتين ، وذلك أنّه قال لهم : أتدرون من وليّكم من بعدي؟ ، قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : فإنّ الله تبارك وتعالى قد قال : (فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) يعني أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهو وليّكم بعدي. والمرّة الثانية يوم غدير خمّ ، قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه (٢).
وقد تقدّم أنّ مقتضى الحادثة وتنازع الأطراف فيها يقتض هذا التوزيع في طرفي المواجهة ، وقد مرّ جملة من روايات أهل سنّة الجماعة في كون «صالح المؤمنين» هو
__________________
(١). تفسير القمّي ٢ / ٣٦٠.
(٢). تأويل الآيات ٢ / ٦٦٩ ح ٣.