هؤلاء لذهبت جملة من الآثار النبويّة وهذه مفسدة بيّنة» (١). هذا مع أنّ تأوّل ابن حجر في جرح أهل سنّة الجماعة في الرواة الشيعة يدفعه تنصيصهم على أنّ منشأ الطعن هو الميل إلى أهل البيت عليهمالسلام ، أو حبّ علي عليهالسلام ، فكلماتهم تنادي بابتداع المودّة في القربى التي أمر الله تعالى بها.
السابعة : أنّ الناصبة يعذرون في بغضهم لعلي عليهالسلام ، مع افتراض مودّته بنصّ الكتاب ومع ذلك يوصفون بالديانة ، فلم لا يعذر من ينسب إليهم بغض الشيخين وأصحاب السقيفة؟!
العداوة مرض في قلوب الناصبة
إنّ القرآن الكريم كما أمر وفرض مودّة أهل البيت وأمر بصلتهم وعظّم من هذه الفريضة حتّى جعل خطبها في مصافّ أصول الاعتقاد والإيمان بجعلها أجرا لكلّ الرسالة المشتملة على العقيدة والمعرفة ، وهذا البيان شاف لإقامة الحجّة البالغة على العباد وقطع العذر وإنارة سبيل النجاة.
كذلك القرآن حذّر ونهى عن البغض والعداوة لهم ، حيث تعرّضت كثير من الآيات للنهي عن قطع ما أمر الله به أن يوصل ، كما حذّر من الضغينة التي هي ضد المودّة في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ* ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ* فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ* ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ* أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللهُ أَضْغانَهُمْ* وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ) (٢).
__________________
(١). ميزان الاعتدال ١ / ٥.
(٢). محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم / ٢٥ ـ ٣٠.