المودّة التي تنادي بعظم فريضة المودّة في القربى؟! وما وزر من أحبّ عليّا ولم يغل فيه؟!
وأمّا قياس ما ورد في علي عليهالسلام بما ورد في حقّ الأنصار ، فهو قياس مع الفرق والبون الشاسع ، فإنّ ما ورد في علي عليهالسلام لا يحصى من أحاديث الفضائل والمناقب ، وأين ذلك ممّا ورد في الأنصار ، مضافا إلى أنّ الحكم في علي عليهالسلام قد رتّب على ذاته الطاهرة التي أذهب الله عنها الرجس بنصّ آية التطهير.
وأمّا الحكم في الأنصار فقد رتّب على عنوان نصرتهم ، والوصف مشعر بعلّة الحكم ، بخلاف عنوان الذات في علي عليهالسلام فإنّه يعطي ملازمة ذاته الطاهرة للحقّ ونصرة النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم والدّين في كلّ المواطن.
ثمّ ما يصنع ابن حجر في الحديث الآخر : «لا يبغضك يا علي إلّا منافق أو ابن زنا أو ابن حيضة» ، أو ما في حديث جابر : «كنّا نباري أولادنا بحبّ علي عليهالسلام ، فمن كان يحبّه علموا أنّه طاهر الولادة ، ومن كان يبغضه علموا أنّه لغير أبيه» ، وغير ذلك من الأحاديث التي تهيّج ثائرة أهل النصب.
الخامسة : وصفه أكثر الناصبة بالتمسّك بأمور الديانة والصدق ، ومن تلك الديانة قطع ما أمر الله به أن يوصل ، ومنع أجرة النبوّة العائد نفعها لا إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكيف لا يكون إبليس أعبد العباد على هذا المنطق ؛ لأنّه أبى أن يسجد لآدم وأصرّ أن يكون خضوعه لله خالصا من طاعة ولي الله ، فلقد اقترح إبليس على الله أن اعفني من السجود لآدم ولأعبدنّك عبادة لم يعبدك أحد مثلها ، فأجابه تعالى : «إنّي أحبّ أن أعبد من حيث أريد لا من حيث تريد» ، ثمّ إنّ ممّن وثّقوه من الناصبة خالد بن سلمة بن العاص الذي تقدّم أنّه ينشد بني مروان أشعاره التي يهجو بها المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكذا عمر بن سعد قاتل الحسين عليهالسلام ، ونظائرهم فبخ بخ له بهذه الديانة.
السادسة : دعواه كذب أكثر الرافضة يناقضه ما تقدّم من إقرار الذهبي في ترجمة أبان بن تغلب : «فهذا كثير في التّابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق ، فلو ردّ حديث