النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، واستدل على التقييد بأنّ من وقعت منه إساءة في حقّ المبغض يبغضه بحكم الطبع البشري.
ويندفع : مع ذيل كلامه من أنّ الناصبة يبغضون عليّا لمخالفته لعثمان ، وليس كلّ الناصبة ممّن كان في عصر علي عليهالسلام ، ولا كلّ الناصبة هم ممّن قتل علي آباءهم في بدر وأحد وحنين والأحزاب وخيبر والجمل وصفين ، كما أن قتل علي لآباء الناصبة وأجدادهم في حروب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كان في سبيل الله واعلاء كلمة الإسلام وإرغام كلمة الكفر ، وكذلك في حرب الجمل وصفين والنهروان كان قتالا للناكثين للبيعة والقاسطين الظلمة والمارقين من الإسلام ، كما يمرق السهم من القوس ، كما أمره بذلك النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وجاءت به الأحاديث النبويّة ، وكما في أحاديث قتل عمار بن ياسر وغيرها ، وكيف يطلق ابن حجر على ذلك الجهاد في سبيل الله أنّه إساءة لآباء الناصبة وفعل سوء ـ ربنا نعوذ بك من استحلال حرمات دينك ـ
ولعمري إنّ دفاع ابن حجر بمثل ذلك أعظم فدحا في الدّين من نصب الناصبة ، لأن ذلك يفتح الباب للآخرين ببغض العترة بذلك التسويل ، ثمّ ما ذا يصنع ابن حجر مع آية المودّة فهل يؤوّلها أيضا؟ وإذا ساغ مثل هذا العبث بمحكمات وبيّنات الدّين فليعذر عندهم إبليس في معاداته لخليفة الله آدم عليهالسلام ؛ لأنّه تأوّل فأخطأ لا سيّما وأن خلقة إبليس من نار فطبعه الخلقي الحمية والعصبية.
ثمّ إن حديث «علي مع الحقّ والحقّ مع علي يدور معه حيثما دار» ، أو مثل حديث السفينة وحديث الثقلين وغيرها من الأحاديث دالّ على أنّ بغض علي عليهالسلام في أيّ موقف مخالفة للحقّ وهلاك وضلال ؛ لأنّ عليّا عليهالسلام في كلّ سيرته وفعله مع الحقّ ونصرة للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى بعد وفاته.
الرابعة : إنّ إفراط بعض من أحبّ عليّا وغلوه لا يسوّغ بغض وعداوة علي عليهالسلام ، وإلّا لجاز بغض ومعاداة النبيّ عيسى عليهالسلام ، وكيف يتعذّر ابن حجر بمثل ذلك في مخالفة آية