مقدورات الله عزوجل أحسن من حالهم في حال كونه قادرا. وأما دعواه ان أبا الهذيل إنما قال بفناء المقدورات مجادلا به معتقدا لذلك فالفاصل بيننا وبين المعتذر عنه كتب أبو الهذيل وأشار فى كتابه الّذي سماه بالحجج إلى ما حكيناه عنه وذكر فى كتابه المعروف بكتاب القوالب بابا فى الردّ على الدهريّة وذكر فيه قولهم للموحّدين اذا جاز أن يكون بعد كل حركة حركة سواها لا إلى آخر وبعد كل حادث حادث آخر لا إلى غاية فهلّا صحّ قول من زعم أن لا حركة الا وقبلها حركة ولا حادث إلا وقبله حادث لا عن أول لا حالت قبله وأجاب عن هذا الالزام بتسويته بينهما وقال كما أن الحوادث لها ابتداء لم يكن قبلها حادث كذلك لها آخر لا يكون بعده حادث. ولاجل هذا قال بفناء مقدورات الله عزوجل وسائر المتكلمين من أصناف فرق الاسلام فرّقوا بين الحوادث الماضية والحوادث المستقبلة بفروق واضحة لم يهتد إليها أبو الهذيل فارتكب لاجل جهله بها قوله بفناء المقدورات وقد ذكرنا تلك الفروق الواضحة فى باب الدلالة على حدوث العالم فى كتبنا المؤلفة فى ذلك. والفضيحة الثانية (٤٥ ا) من فضائح أبى الهذيل قوله بان أهل الآخرة مضطرون الى ما يكون منهم وان أهل الجنة مضطرون