الراوندي وبه قال شيخنا ابو العباس القلانسى. وقد خرج قول بشر بن المعتمر عن هذه الاقوال بدعواه أن الحركة تحصل وليس الجسم فى المكان الاول ولا فى الثاني مع علمنا بأنه لا واسطة بين حالى كونه فى المكان الاول وكونه فى المكان الثاني. وقوله هذا غير معقول له. فكيف يكون معقولا لغيره؟
ذكر الهشامية منهم هؤلاء اتباع هشام بن عمرو القوطى وفضائحه بعد ضلالته بالقدر تترى. منها أنه حرّم على الناس أن يقولوا حسبنا الله ونعم الوكيل من جهة تسميته بالوكيل. وقد نطق القرآن بهذا الاسم لله تعالى. وذكر ذلك فى السنّة الواردة فى تسعة وتسعين اسما من الله تعالى. فاذا لم يجز اطلاق هذا الاسم على الله تعالى مع نزول القرآن به ومع ورود السنة الصحيحة به فأى اسم بعده يطلق عليه؟ وقد كان اصحابنا يتعجبون من المعتزلة البصرية فى إطلاقها على الله عزوجل من الاسماء ما لم يذكر فى القرآن والسنة اذا دلّ عليه القياس. وزاد هذا التعجب بمنع القوطى عن اطلاق الله تعالى بما قد نطق به القرآن والسنّة واعتذر الخياط عن القوطى بأن قال ان هشاما كان يقول حسبنا الله ونعم المتوكّل عليه بدلا من الوكيل. وزعم ان وكيلا يقتضي موكّلا فوقه. وهذا من علامات جهل هشام والمعتذر (٦٢ ب) عنه