نجدة توقفوا فى أمره وقالوا لا ندرى هل أحدث تلك الأحداث أم لا فلا نبرأ منه الّا باليقين. وبقى أبو فديك بعد قتل نجدة الى ان بعث إليه عبد الملك بن مروان يعمر بن عبيد الله بن معمر التيمي فى جند فقتلوا أبا فديك وبعثوا برأسه الى عبد الملك بن مروان فهذه قصة النجدات
ذكر الصّفرية من الخوارج ـ هؤلاء اتباع زياد بن الأصفر. وقولهم في الجملة كقول الأزارقة في أن اصحاب الذنوب مشركون غير أن الصّفرية لا يرون قتل أطفال مخالفيهم ونسائهم. والأزارقة يرون ذلك وقد زعمت فرقة من الصّفرية. أن ما كان من الأعمال عليه حدّ واقع لا يسمى صاحبه الّا بالاسم الموضوع له كزان وسارق وقاذف وقاتل عمد وليس صاحبه كافرا ولا مشركا. وكلّ ذنب ليس فيه حدّ كترك الصلاة والصوم فهو كفر وصاحبه كافر وان المواعن (كذا) المذنب اسم الايمان فى الوجهين جميعا. وفرقة ثالثة من الصّفرية قالت بقول من قال من البيهسية ان صاحب الذنب لا يحكم عليه بالكفر حتى يرفع الى الوالي فيحدّه. فصارت الصفرية على هذا التقدير ثلاث فرق. فرقة تزعم أنّ صاحب كل ذنب مشرك كما قالت الأزارقة. والثانية تزعم أن اسم الكفر واقع على صاحب دين ليس فيه حدّ والمحدود فى ذنبه خارج عن (٢٩ ب)