وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً) (الطلاق ٩)
ذكر الجاحظية منهم. هؤلاء اتباع عمرو بن يحيى الجاحظ وهم الذين اغتروا بحسن بذله (هكذا) الجاحظ فى كتبه التي لها ترجمة تروق بلا معنى واسم يهول. ولو عرفوا جهالاته في ضلالاته لاستغفروا الله تعالى من تسميتهم اياه انسانا فضلا عن ان ينسبوا إليه احسانا. فمن ضلالاته المنسوبة إليه ما حكاه الكعبى عنه فى مقالاته مع افتخاره به من قوله. ان المعارف كلها طباع وهى مع ذلك فعل للعباد وليست باختيار لهم. قالوا ووافق ثمامة فى ان لا فعل للعباد الا الإرادة وان سائر الافعال تنسب الى العباد على معنى انها وقعت منهم طباعا وانها وجبت بإرادتهم. قال وزعم أيضا انه لا يجوز ان يبلغ احد فلا يعرف الله تعالى. والكفار عنده من معاند ومن عارف قد استغرقه حبه لمذهبه فهو لا يشكر (٦٩ ا) بما عنده من المعرفة بخالقه ويصدق رسله فان صدق الكعبىّ على الجاحظ فى أن لا فعل للانسان الا الإرادة لزمه ان لا يكون الانسان مصليا ولا صائما ولا حاجا ولا زانيا ولا سارقا ولا قاذفا ولا قاتلا. لانه لم يفعل عنده صلاة ولا صوما ولا حجا ولا زنى ولا سرقة ولا قتلا ولا قذفا. لان هذه الافعال عنده غير الإرادة واذا كانت هذه الافعال التى ذكرناها عنده طباعا لا كسبا لزمه