الفصل السّادس
(من فصول هذا الباب)
في ذكر الجهمية والبكرية (٨٥ ا) والضرارية وبيان مذاهبها
الجهمية اتباع جهم بن صفوان الّذي قال بالاجبار والاضطرار الى الاعمال وانكر الاستطاعات كلها. وزعم ان الجنة والنار تبيدان وتفنيان. وزعم أيضا ان الايمان هو المعرفة بالله تعالى فقط وان الكفر هو الجهل به فقط. وقال لا فعل ولا عمل لاحد غير الله تعالى وانما تنسب الاعمال الى المخلوقين على المجاز. كما يقال زالت الشمس ودارت الرحى من غير أن يكونا فاعلين او مستطيعين لما وصفتا به. وزعم أيضا أن علم الله تعالى حادث وامتنع من وصف الله تعالى بانه شيء او حي او عالم أو مريد. وقال لا أصفه بوصف يجوز اطلاقه على غيره كشىء موجود وحي وعالم ومريد ونحو ذلك. ووصفه بانه قادر وموجد وفاعل وخالق ومحيى ومميت. لان هذه الاوصاف مختصة به وحده. وقال بحدوث كلام الله تعالى كما قالته القدرية ولم بسمّ الله تعالى متكلما به. واكفره أصحابنا فى جميع ضلالاته