قبل الموت والعجز وزعم الجبّائىّ وابنه أبو هشام ان أفعال القلوب فى هذا الباب كأفعال الجوارح فى انه يصحّ وجودها بعد فناء القدرة عليها ومع وجود (٤٧ ب) العجز عنها وقول الجبائى وابنه فى هذا الباب شرّ من قول أبى الهذيل غير ان أبا الهذيل سبق الى القول باجازة كون الميت والعاجز فاعلين لأفعال الجوارح ونسج الجبائى وابنه على منواله فى هذه البدعة وقاسا عليه إجازة كون العاجز فاعلا لأفعال القلوب ومؤسس البدعة عليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة من غير نقصان يدخل فى وزن العاملين بها
الفضيحة الثامنة من فضائحه. إنما لما وقف على اختلاف الناس في المعارف هل هى ضرورية أم اكتسابية ترك قول من زعم انها كلها ضرورية وقول من زعم أنها كلها كسبية وقول من قال ان المعلوم منها بالحواس والبداية ضرورية وما علم منها بالاستدلال اكتسابية. واختار لنفسه قولا خارجا عن أقوال السلف فقال المعارف ضربان. أحدهما باضطرار وهو معرفة الله عزوجل ومعرفة الدليل الداعى الى معرفته وما بعدها من العلوم الواقعة عن الحواس أو القياس فهو علم اختيار واكتساب. ثم انه بنى على ذلك قوله فى مهلة المعرفة فخالف فيها سائر الامة فقال