الفضيحة الثالثة من فضائح القوطى قوله بأن الأعراض لا يدلّ شيء منها على الله تعالى وكذلك قال صاحبه عباد وزعما ان فلق البحر وقلب العصا حية وانشقاق القمر ونجى السحر والمشى على الماء لا يدل شيء من ذلك على صدق الرسول فى دعواه الرسالة. وزعم القوطى ان الدليل على الله تعالى يجب ان يكون محسوسا والاجسام محسوسة فهى الأدلة على الله تعالى وهى اعراض معلوم بدلائل نظرية فلو دلت على الله (٦٣ ب) تعالى لاحتاج كل دليل منها الى دليل سواه لا الى نهاية فقيل له يلزمك على هذا الاستدلال أن تقول إن الاعراض لا تدل على شيء من الاشياء ولا على حكم من الاحكام. لانها لو دلّت على شيء او على حكم لاحتاجت فى دلالتها على مدلولها الى دلالة على صحة دلالتها عليه واحتاج كل دليل الى دليل لا الى نهاية. فان صار الى ان الاعراض لا تدل على شيء ولا على حكم ابطال دلالة كلام الله تعالى وكلام رسوله صلىاللهعليهوسلم على الحلال والحرام والوعد والوعيد على ان من الاعراض ما يعلم وجوده بالضرورة كالالوان والطعوم والروائح والحركة والسكون فيلزمه ان تكون هذه الاعراض المعلومة بالضرورة دلالة على الله سبحانه لانها محسوسة كما دلّت الاجسام عليه لانها محسوسة فان قال ان الاعراض غير محسوسة لان نفاة