كذب فيما مضى او يجور ويكذب فى المستقبل او جار في بعض اطراف الارض. ولم يكن لنا من جوره وكذبه امان الا من جهة حسن الظن به. قال ما دليل يؤمننا من وقوع ذلك منه فلا سبيل إليه؟ فقال له عليّ الاسوارى يلزمك على هذا الاعتلال ان لا يكون قادرا على ما علم انه لا يفعله (٨٠ ا) أو أخبر بانه لا يفعله لانه لو قدر على ذلك لم يأمن وقوعه منه فيما مضى او فى المستقبل. فقال النظام هذا الالزام فما قولك فيه؟ فقال أنا أسوي بينهما وأقول انه لا يقدر على ما علم ان لا يفعله او اخبر بانه لا يفعله كما أقول أنا وأنت انه لا يقدر على الظلم والكذب. فقال النظام للاسوارى قولك الحاد وكفر وقال أبو الهذيل للاسوارى ما تقول فى فرعون ومن علم الله تعالى منهم انهم لا يؤمنون هل كانوا قادرين على الايمان أم لا؟ فان زعمت انهم لم يقدروا عليه فقد كلفهم الله تعالى ما لم يطيقوه وهذا عندك كفر. وان قلت انهم كانوا قادرين عليه فما يؤمنك من ان يكون قد وقع من بعضهم ما علم الله تعالى ان لا يقع؟ او اخبر بانه لا يقع منه على قول اعتلالك واعتلال النظام انكار كما انكر قدرة الله تعالى على الظلم والكذب. فقال لابى الهذيل هذا الالزام لنا فما جوابك عنه؟ فقال انا أقول ان الله تعالى قادر على ان يظلم ويكذب وعلى ان يفعل ما علم انه لا يفعله. فقالا له