لفظ المماسة بلفظ الملاقاة منه للعرش وقالوا. لا يصح وجود جسم بينه وبين العرش إلا بان يحيط العرش الى اسفل وهذا معنى المماسة التى امتنعوا من لفظها واختلف أصحابه فى معنى الاستواء المذكور فى قوله «الرحمن على العرش استوى» (طه ٥) فمنهم من زعم أن كل العرش مكان له وانه لو خلق بإزاء العرش عروشا موازية لعرشه لصارت العروش كلها مكانا له لانه أكبر منها كلها. وهذا القول يوجب عليهم ان يكون عرشه اليوم كبعضه فى عرضه. ومنهم من قال إنه لا يزيد على عرشه فى جهة المماسة (٨٧ ا) ولا يفضل منه شيء على العرش وهذا يقتضي ان يكون عرضه كعرض العرش. وكان من الكرامية بنيسابور رجل يعرف بابراهيم ابن مهاجر ينصر هذا القول ويناظر عليه. وزعم ابن كرام وأتباعه أن معبودهم محل للحوادث. وزعموا أن أقواله وارادته وإدراكاته للمرئيات وإدراكاته للمسموعات وملاقاته للصحيفة العليا من العالم أعراض حادثة فيه وهو محل لتلك الحوادث الحادثة فيه. وسموا قوله للشىء «كن» خلقا للمخلوق وإحداثا للمحدث واعلاما للذى يعدم بعد وجوده. ومنعوا من وصف الأعراض الحادثة فيه بأنها مخلوقة او مفعولة او محدثة. وزعموا أيضا أنه لا يحدث فى العالم جسم ولا عرض إلا بعد حدوث أعراض كثيرة فى ذات معبودهم