قديم والآخر محدث الا أن الباطنية عبّرت عن الصانعين بالاول والثانى (١٠٧ ب) وعبّر المجوس عنهما بيزدان وأهرمن فهذا هو الّذي يدور في قلوب الباطنيّة ووضعوا اساسا يؤدى إليه ولم يمكنهم إظهار عبادة الثيران فاحتالوا بأن قالوا للمسلمين ينبغي ان تجمّر المساجد كلها وأن تكون في كل مسجد مجمرة يوضع عليها الند والعود فى كل حال. وكانت البرامكة قد زينوا للرشيد أن يتخذ فى جوف الكعبة مجمرة يتبخّر عليها العود أبدا فعلم الرشيد أنهم أرادوا من ذلك عبادة النار فى الكعبة وأن تصير الكعبة بيت نار فكان ذلك أحد أسباب قبض الرشيد على البرامكة. ثم ان الباطنية لما تأوّلت اصول الدين على الشرك احتالت أيضا لتأويل أحكام الشريعة على وجوه تؤدى الى رفع الشريعة أو الى مثل أحكام المجوس. والّذي يدل على ان هذا مرادهم بتأويل الشريعة أنهم قد أباحوا لاتباعهم نكاح البنات والاخوات وأباحوا شرب الخمر وجميع اللذات. ويؤكد ذلك ان الغلام الّذي ظهر منهم بالبحر بن والاحساء بعد سليمان بن الحسين القرمطى سنّ لأتباعه اللواط وأوجب قتل الغلام الّذي يمتنع على من يريد الفجور به وأمر بقطع يد من اطفأ نارا بيده وبقطع لسان من اطفأها بنفخة. وهذا الغلام هو المعروف بابن أبى زكريا الطامى وكان ظهوره فى سنة تسع