قالوا فى وصاياهم للدعاة الى بدعتهم لا تتكلموا فى بيت فيه سراج يعنون بالسراج من يعرف علم الكلام ووجوه النظر والمقاييس. وقالوا أيضا لدعاتهم لا تطرحوا بذركم فى ارض سبخة. وارادوا بذلك منع دعاتهم عن اظهار بدعتهم عند من لا يؤثر فيهم بدعتهم كما لا يؤثر البذر فى الارض السبخة شيئا. وسموا قلوب اتباعهم الاغنام ارضا زاكية لانها تقبل بدعتهم. وهذا المثل بالعكس اولى وذلك ان القلوب الزاكية هى القابلة للدين القويم والصراط المستقيم وهى التى لا تصدأ بشبه اهل الضلال كالذهب الا بريز الّذي لا يصدأ فى الماء ولا يبلى فى التراب ولا ينقص فى النار. والارض السبخة كقلوب الباطنية وسائر الزنادقة الذين لا يزجرهم عقل ولا يردعهم شرع منهم ارجاس أنجاس أموات غير أحياء (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (الفرقان ٤٤) وأقل حويلا (١١٢ ا) قد قسم لهم الحظّ من الرزق من قسم رزق الخنازير فى مراعيها وأباح طعمة العنب فى براريها (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ) (الأنبياء ٢٣) وقالوا أيضا من شرط الداعى الى مذهبهم ان يكون عارفا بالوجوه التي تدعى بها الاصناف. فليست دعوة الاصناف من وجه واحد بل لكل صنف من الناس وجه يدعى منه الى مذهب الباطن. فمن رآه الداعى مائلا