اللهِ) (١) فإنها لأمير المؤمنين عليهالسلام وحديثها مشهورا ، فمن المفسرين الثعلبي والسدي وعتبة وغالب بن عبد الله (٢) قالوا جميعا : وإنما عني بذلك علي بن أبي طالب عليهالسلام ، لأنه مر به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه. والأثر بذلك كثير ما رواه الثعلبي في تفسيره قال : بحذف الإسناد عن عباية الربعي قال : حدثني عبد الله بن عباس رضى الله عنه ، وهو جالس على شفير (٣) زمزم يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذ أقبل رجل معتم بعمامة ، فجعل ابن عباس لا يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إلا وقال الرجل قال رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : ابن عباس سألتك بالله من أنت؟ قال : فكشف العمامة عن وجهه وقال : يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله بهاتين وإلا صمتا ، ورأيته بهاتين وإلا فعميتا ، يقول : علي قائد البررة وقاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله ، أما إني صليت مع رسول الله صلىاللهعليهوآله يوما من الأيام صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد ، فرفع السائل يده إلى السماء وقال : اللهم اشهد إني سألت في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله فلم يعطني أحد شيئا ، وكان علي عليهالسلام راكعا فأومأ إليه بخنصره اليمنى ، وكان يتختم بها فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره ، وذلك بعين النبي صلىاللهعليهوآله ،
__________________
(١) سورة التوبة ، آية ٢٠.
(٢) تفسير الثعلبي (مخطوط) ، وتفسير السدي لأبي محمد إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة القرشي التابعي الكوفي المعروف بالسدي المتوفى سنة ١٢٧ ه ، والتذكرة ص ٢٤ لأبي المظفر سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفى سنة ٦٥٤ ه ، تفسير الرازي ٣ / ٤٣١ عن السدي وعتبة وغالب بن عبد الله ، تفسير القرطبي ٦ / ٢٢١ ، تفسير النسفي ١ / ٤٩٦ ، تفسير علاء الدين الخازن البغدادي ١ / ٤٩٦ ، تفسير البحر المحيط لأبين حيان الأندلسي المتوفى سنة ٧٥٤ ه ٣ / ٥١٤ ، تفسير التسهيل لعلوم التنزيل ١٨١ ، تفسير الآلوسي ٢ / ٣٢٩ ، تفسير محيي الدين بن عربي ١ / ٣٣٤.
(٣) في نسخة الأصل : شفين ولعله تصحيف.