الفصل الأول
فيما يتعلق بأمير المؤمنين عليهالسلام خاصة ، وفيه ثلاثة مطالب
المطلب الأول :
في أنه وصي رسول الله صلىاللهعليهوآله وخليفته ، وهو من المشاهير ، بل من المتواتر ، وقد رواه المؤالف والمخالف ، وذكره الوفاد والشعراء في نثرهم وقصائدهم ، والأثر من الحديث به كثير (١) ، فأما من طريقنا فأشهر من أن يذكر ، فمن ذلك ما رواه محمد بن الحسن الصفار رحمهالله في كتاب بصائر الدرجات ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حماد ابن عمرو بن يزيد بياع السابري ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : بينما رسول الله صلىاللهعليهوآله ذات يوم جالس إذ أتاه رجل طويل كأنه نخلة فسلم فرد عليهالسلام ، وقال : يشبه الجن في كلامهم ، فمن أنت يا عبد الله؟ فقال : أنا إلهام بن الهيم بن لاميسن بن إبليس ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما بينك وبين إبليس إلا أبوين ، فقال : نعم يا رسول الله ، قال : فكم أتى لك ، فقال : أكلت عمر الدنيا إلا أقله ، أنا أيام قتل قابيل هابيل ، غلام أفهم الكلام ، وأنهى عن الاعتصام ، وأطوف الآجام ، وآمر بقطيعة الأرحام ، وأفسد الطعام ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : بئس سيرة الشيخ
__________________
(١) ينابيع المودة ، ص ١٢٥ ، أرجح المطالب ٥٤٤ ، من ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ٢ / ٤٨٨ ، المناقب للخوارزمي ١ / ٦٨ ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ٥ / ٣٣.