المطلب الثالث :
في أنه عليهالسلام المنصوص عليه بالإمامة ووجوب الإتباع ، وثبوت ما كان للنبي عليهالسلام من الأولية والطاعة والمحل ، وهو من المشهورات والمتواترات في الحديث.
أما عند الإمامية فأظهر من أن يذكر ، رواه كل من ينسب إليه العلم منهم ، ولا حاجة لنا إلى ذكر شيء من أحاديثهم في هذا الباب ، لأن ذلك من الضروريات عندهم وهو مروي عندهم بما لا يحصى كثرة (١).
ومن مجمله بحذف الإسناد أن النبي صلىاللهعليهوآله لما قضى مناسكه في حجة الوداع دخل مكة فأقام بها يوما واحدا فهبط الأمين جبرئيل عليهالسلام عليه بأول آية العنكبوت (الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ) (٢) ، فسأل النبي صلىاللهعليهوآله جبرئيل : ما هذه الفتنة؟ فقال : العلي الأعلى يقرؤك السلام ويقول لك ما بعثت نبيا من أنبيائي إلا أمر انه عند انقضاء أجله أن سيخلف على أمته من يقوم مقامه ، والمطيعون له فيما أمرهم به ، الصادقون والمخالفون عن أمره هم الكاذبون. وقد آن لك يا محمد أن تسير إلى ربك وهو يقول لك أنصب لأمتك من بعدك علي بن أبي طالب ، أما فهو الوصي المهيمن على أمتك ، القائم فيهم بأمرك إن أطاعوك ، وهي الفتنة التي ذكرت لك ، وإن الله يأمرك أن تعلمه جميع ما علمك من العلوم وتودعه جميع ما استودعك من أسرار النبوة وشرائع الدين ، وأن تسلم إليه جميع ما معك من آثار الأنبياء والسلاح والألوية والرايات ، فإنه الأمين على ذلك. ويقول لك
__________________
(١) أنظر : تفسير فرات بن ابراهيم الكوفي من أهل القرن الثالث ص ١٢ ط الحيدرية ، الكافي لثقة الاسلام الكليني ٤ / ١٤٨ ح ١ وص ١٤٩ ح ٣ ط الجديدة بطهران ، بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج ٣٧ ط الجديدة ، أمالي الصدوق ص ١١١ ، الخصال للشيخ الصدوق ص ٢٤٠ ، ثواب الأعمال للصدوق ص ٧٤.
(٢) سورة العنكبوت ، آية ١ ـ ٣.