مستغرب ، لأن القطيفي عاش في العراق فكان ينهل من أوساطها الشعرية المزدهرة ، ومما لا شك فيه أن له مساهمات وإبداعات شعرية متميزة ، إلا أنني لم أقف إلا على أبيات معدودة من نظمه ، وذلك لعدم توفر المصادر الأدبية ومعاجم شعراء العراق لدي أثناء إنجاز هذه الدراسة.
ومن شعره هذه الأبيات التي قدم لها بقوله : فامتثلت قائلا من قريحتي الفاترة على البديهة الحاضرة :
فشمّرت عن ساق الحمية معربا |
|
لتمزيقها تمزيق أيدي بني سبا |
وتفريقها تفريق غيم تقيّضت |
|
له ريح خسف صيّرت جمعه هبا |
أبى الله أن يبقي ملاذا لغافل |
|
كذاك الذي لله يفعل قد أبى (١) |
وقال : قلت من قريحتي الفاترة :
ولو أن زيدا سالم الناس سالموا |
|
وكانوا له إخوان صدق مدى الدهر |
ولكنّه أوذي فجوزي بعض ما |
|
جناه نكالا والتقاضي الى الحشر (٢) |
مؤلفاته :
ترك الشيخ إبراهيم القطيفي ثروة علمية تنم عن مدى النبوغ العلمي والتفوق الفقهي ، الذين وصل إليهما ، فقد كان له اليد الطولي في سبر أغوار مختلف علوم الدين ، وكشف أسرار غوامض المعرفة ، وقد أثرت نتاجاته العلمية والدينية المكتبة الإسلامية ، كما ساهمت في تذليل العقبات أمام طلاب الشريعة في الارتواء من منابع العلم ومصافي الحكمة ، بسهولة ويسر. ونعرض هنا مؤلفات الشيخ إبراهيم :
١ ـ السراج الوهاج لدفع عجاج (لجاج) قاطعة اللجاج في حل الخراج ، تعرف أيضا بالخراجية ، فرغ منها في ٢٦ شعبان سنة ٩٢٤ ه ، وألفها في الرد على رسالة
__________________
(١) السراج الوهاج في مسألة الخراج ، ضمن مجموعة كلمات المحققين ، ص ٢٤١.
(٢) المصدر نفسه ، ص ٣١٢ ، وقد ذكرهما السيد الأمين في الأعيان ج ٨ / ص ٢١٢ ـ ٢١٣ ، في ترجمة المحقق الكركي.