عليهالسلام جالسا إذ مر عليه ابن عبد الله بن سلام ، فقلت : جعلني الله فداك هذا ابن الذي عنده علم (من) الكتاب (١) قال : لا ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب الذي نزلت فيه آيات من كتاب الله عزوجل (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (٢) (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (٣). و (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) (٤) ، لا يقال : قلتم الذين آمنوا ، أعني به أمير المؤمنين عليهالسلام للتعظيم ، فلم قلتم إن الخاتم الذي دفعه من الزكاة ، مع إنه لا يجوز تأخير الزكاة عن وقت وجوبها ، ولا دفعها في أثناء الصلاة ، لأن ذلك بينا فيها ، لأنا نقول لا معنى للإيراد بعد تفسير المفسرين ونقل الحديث بما لا يحتمل ذلك. لكن بحسب عنه تفصيلا ، أما عن تأخير الزكاة فلأنها لا تجب على الفور بحيث لا يجوز الدخول في الصلاة إلا مع أدائها لأنه ورد جواز التأخير الشهر والشهرين بل الثلاثة للبسط وغيره ، وجاز أن يكون التأخير من هذا القبيل ، سلمنا لكن ذلك في الواجبة لا في المندوبة وجاز أن يكون ذلك من الزكاة المندوبة ، وأما دفعها في أثناء الصلاة فلا مانع منه ، لأن المنافي لها الفعل الكثير الخارج عن أفعال الصلاة ، وليس هناك كذلك ، لأن الفعل ليس إلا مد الخنصر ، والرفع من السائل ، هذا ويجوز أن يكون الحق تعالى عبر عن صدقته بإيتاء الزكاة تعظيما لعطية السائل في أثناء الصلاة من حيث المساواة في الثواب ، وإنما أوردنا الآية ، والحديث الدال عليها ، لأنها في الحقيقة كالمفسر للنص في قوله عليهالسلام : «من كنت مولاه فعلي مولاه» فإنه أثبت له ما كان لنفسه ، كما أثبت الله تعالى له ما كان له ولرسوله ، والله الهادي.
__________________
(١) ما بين القوسين زيادة على نسخة الأصل.
(٢) سورة الرعد ، آية ٤٣.
(٣) سورة هود ، آية ١٧.
(٤) المناقب لابن المغازلي ص ٣١٣ ـ ٣١٤ ح ٣٥٨.