إذا صغر الآل ردّه إلى الأصل وقالوا : أهيل (١).
وقال مكي القبسي النحوي (٢) في مشكل إعراب القرآن ، وهو أعلم من صنف في المشكل كتابا : إن آل محمد هم أهل محمد ، لأن أصل آل أهل ، ثم أبدل من الهاء همزة فصارت أأل ، ثم أبدل الهمزة ألفا لانفتاح ما قبلها وسكونها ، فإذا أصغر آل رد إلى أصله فقيل أهيل (٣).
قلت : ومن المعلوم أن من اقترن أسمه باسم النبي صلىاللهعليهوآله وشاركه في الصلاة المأمور بها عبادة ، لا يكون أحد أعلى منه مرتبة ولا أكبر مزية ، فالمسلمون عامة قائلون بأفضليتهم ، وجاعلون ما دلّ عليها في صلاتهم من حيث لا يشعر من لم يوفق لولايتهم ومن قهر الله تعالى عباده لهم ما من به عليهم من زيارة قبورهم ، والعبادة وطلب الحوائج إليه عندنا ، حتى أن الرضا عليهالسلام مع بعد داره عن دار الهجرة الموجب لخفاء اسمه يتوجه إليه في المواسم خصوصا شهر رجب ما ربما كان أكثر من الحجيج إلى البيت الحرام ، وليس ما ذكرناه مختصا بمن يعتقد إمامته وعصمته ، بل الأكثر من غيرهم ، فهذا من جذب الله تعالى أنفس العباد إلى أوليائه بلا شبهة ، وهذا الكلام أشار إليه المرتضى علم الهدى رحمهالله (٤).
__________________
(١) صحيح البخاري ج ٣ ، كتاب التفاسير ، آية ٦ من سورة يوسف ومريم.
(٢) هو مكي بن أبي طالب مموش بن محمد بن مختار الأندلسي القيسي مقرئ ، عالم بالتفسير والعربية ، ولد في القيروان سنة ٥٥ ه ـ ٩٦٦ م ، ثم سكن قرطبة سنة ٣٩٣ ه ، وخطب وقرأ بجامعها ، وتوفي فيها سنة ٤٣٧ ه ـ ١٠٤٥ ، له كتب كثيرة منها : مشكل إعراب القرآن ، طبع عدة طبعات منها طبعة بإشراف مجمع اللغة بدمشق ، تحقيق الاستاذ د. ياسين محمد العراس ، ونشرته دار المأمون في دمشق أيضا تحقيق السواس ، ودار الرسالة تحقيق الدكتور حاتم صالح الضامن ، يقع في مجلدين.
(٣) مشكل إعراب القرآن ٢ / ٦٣٧ ، ومفردات ألفاظ القرآن للراغب الاصفهاني ص ٩٨ ط دار القلم ، تحقيق صفوان دوودي.
(٤) الشافي في الإمامة ٣ / ١٣٨.