تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى ، فأخذ بيد علي عليهالسلام ، فقال لهم : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، قال : فلقيه عمر ، فقال له : هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة (١).
وبطريق آخر من المسند المذكور قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا أبو أعوان عن المغيرة ، قال : حدثنا أبو عبيدة عن ابن ميمون بن عبد الله ، قال : قال زيد بن أرقم وأنا أسمع ، نزلنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله بواد يقال له خم ، فأمر بالصلاة فصلاها ، قال : فخطبنا وظلل لرسول الله صلىاللهعليهوآله سوت على شجرة عن الشمس ، فقال : رسول الله صلىاللهعليهوآله : أولستم تعلمون! ، أولستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ، قالوا : بلى ، قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (٢).
ومن ذلك أيضا ، قال : حدثنا حسين بن محمد وأبو نعيم ، قال : حدثنا مطر عن أبي الطفيل ، قال : جمع علي عليهالسلام الناس في الرحبة ، ثم قال : انشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول يوم غدير خم ما سمع لمّا قام ، قال : فقام ثلاثون رجلا من الناس ، وقال : أبو نعيم فقام أناس كثيرة فشهدوا حين أخذ بيده فقال : للناس أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (٣).
ومن المسند المذكور ، قال : حدثنا حجاج ، قال : حدثنا حماد عن علي بن زيد عن عدي بن ثابت عن البراء وهو ابن عازب ، قال : أقبلنا مع النبي صلىاللهعليهوآله في حجة الوداع حتى كنا بغدير خم ، فنودي فينا إلى الصلاة جامعة وكسح لرسول الله
__________________
(١) مسند أحمد بن حنبل ج ٤ ص ٢٨١ ، فضائل الخمسة ١ / ٣٥٠ ، الحاوي للفتاوي السيوطي ١ / ١٢٢ ، كنز العمال ١٥ / ١١٧ ج ٣٣٥ ط ٢.
(٢) مسند أحمد بن حنبل ٤ / ٣٧٠ ، كنز العمال ج ١٥ / ٩١ ح ٢٥٥ ، الغدير للأميني ١ / ٣٠.
(٣) المصدر نفسه ، ١ / ١١٩ و ٤ / ٣٧٢.