وإن (١) افترقتم فكل واحد منكما على جنده (٢) ، قال : فلقينا بني زيد من أهل (٣) اليمن فاقتتلنا وظهر المسلمون على المشركين فقاتلنا (٤) وسبينا الذرية ، فاصطفى علي عليهالسلام من السبي امرأة لنفسه ، قال يريده : فكتب خالد بن الوليد إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله يخبره بذلك ، فلما أتيت النبي صلىاللهعليهوآله دفعت الكتاب إليه ، فقرأ عليه ، فرأيت الغضب في وجه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقلت : يا رسول الله هذا مكان العائذ (٥) ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه فقد بلغت ما أرسلت به ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا تشنّع (٦) في علي ، فإنه مني وأنا منه ، وهو وليكم بعدي.
وفي كتاب (المناقب) تأليف أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، وهو من رؤساء السنة ، روى هذا الحديث من عدة طرق ، وفي رواية بريدة له زيادة ، وهي أن النبي صلىاللهعليهوآله قال لبريدة : إنه عنك يا بريدة ، فقد أكثرت الوقوع بعلي ، فو الله إنك لتقع برجل أولى الناس بكم من بعدي ، وزيادة أخرى ؛ إن بريدة قال : يا رسول الله استغفر لي ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : حتى يأتي علي عليهالسلام ، فلما جاء علي عليهالسلام طلب بريدة ان يستغفر له ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله لعلي
__________________
ابن العاص في غزوة ذات السلاسل ولهما قضية في تلك الغزوة مع أميرهما عمرو بن العاص ، أخرجها الحاكم في ص ٤٣ من الجزء ٣ من المستدرك ، وأوردها الذهبي في تلخيصه مصرحا بصحة ذلك الحديث ، أما علي (ع) فلم يكن مأمورا ولا تابعا لغير النبي منذ بعث الى أن قبض صلىاللهعليهوآلهوسلم ، راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ٣٦٩ ط ١.
(١) في نسخة الأصل : واذا.
(٢) في نسخة الأصل : جند ، ولعله تصحيف.
(٣) أهل : زيادة على نسخة الأصل.
(٤) في نسخة الأصل : فقتلنا.
(٥) في نسخة الأصل : العابد ولعله تصحيف.
(٦) مسند أحمد بن حنبل ٥ / ٣٥٦ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٧ ، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ١ / ٣٦٩ ح ٤٦٦ و ٤٦٧ و ٤٦٨ ط بمصر ، وج ٩ / ١٧٠ ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.