الدنيا فوقع.
وهو ـ أي الشرك الأصغر ـ هو الذي تسمّونه الآن الشرك الأكبر ، وتكفّرون المسلمين به ، بل تكفّرون من لم يكفّرهم.
فاتّفقت الأحاديث ، وبانَ الحقّ ووضح ، والحمد لله.
فصل
وممّا يدلّ على بطلان مذهبكم :
ما روى مسلم (١) في صحيحه عن جابر بن عبد الله ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : إنّ الشيطان قد أيس أن يعبده المصلّون في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينهم.
وروى الحاكم (٢) ـ وصحّحه ـ وأبو يعلى ، والبيهقيّ عن ابن مسعودٍ ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ الشيطان قد يئس أن تُعبد الأصنام بأرض العرب ، ولكن رضي منهم بما دون ذلك ، بالمحقّرات ، وهي الموبقات.
وروى الإمام (٣) أحمد ، والحاكم ـ وصحّحه ـ وابن ماجة عن شدّاد بن أوس ، قال سمعتُ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : أتخوّف على أمّتي الشرك.
قلت : يا رسول الله ، أتشرك أمّتك بعدك؟ قال : نعم ، أما إنّهم لا يعبدون شمساً ، ولا قمراً ، ولا وثناً ، ولكن يراءون بأعمالهم ، انتهى.
أقول : وجه الدلالة منه ـ كما تقدّم ـ أنّ الله سبحانه أعلم نبيّه من غيبه بما شاء ،
__________________
(١) صحيح مسلم : ٥ / ٣٥٤ كتاب صفة القيامة والجنة والنار.
(٢) مسند أبي يعلى : ٩ / ٥٧ ح ١٥٦ ، شعب الإيمان للبيهقي : ٥ / ٤٥٥ ح ٧٢٦٣.
(٣) مسند أحمد بن حنبل : ٤ / ١٢٤.