الذات بهذه الصفة دون سائر الذوات ، ودون سائر الصفات [يكون] (١) رجحانا لأحد طرفي الممكن على الآخر لا لمرجح ، وهو محال ، فيثبت أن القول بتماثل الأجسام يفضي إلى هذا المحال. أما إذا قلنا : إنها ذوات مختلفة لذواتها ولحقائقها ، زال هذا الإشكال ، فكان هذا القول أولى.
والجواب عن الشبهة : أن نقول : لم لا يجوز أن يقال [ماهية الجسم] (٢) وماهية التعين ، إذا اتصل كل واحد منهما بالآخر ، صار كل واحد منهما علة لتعين الآخر؟ وبهذا الطريق ينقطع التسلسل.
والجواب عن الشبهة الثانية : أن نقول : إن التعين ، وإن كان قيدا زائدا لكن لم لا يجوز أن يكون قيدا عدميا؟ وعلى هذا التقدير يستغنى عن العلة.
والجواب عن الشبهة الثالثة : إن الفلاسفة يقولون : كل حالة حاصلة في محل (٣) فهي مسبوقة بحصول حالة أخرى ، وبكون الحالة السابقة توجب استعداد المادة لقبول الحالة المتأخرة على التعين.
وأما المتكلمون فإنهم يقولون : الفاعل المختار لا يمتنع أن يخصص بعض الذوات ببعض الصفات لا لمرجح. فهذا منتهى الكلام في هذا الباب [والله ولي النعم والإحسان] (٤).
__________________
(١) من (ز).
(٢) من (س).
(٣) المحل فإنه (ز).
(٤) من (ز).