الجواب من وجهين :
الأول : إن المراد من السكون : هو مجرد حصول الجسم في ذلك الحيز ، وهذا الحصول لا معنى له إلّا هذه النسبة المخصوصة ، وهذه الإضافة المخصوصة. فإذا خرج الجسم عن ذلك الحيز ، فقد بطل كونه حاصلا فيه. لأن الإضافات إذا لم تبق ، فقد عدمت وفنيت ، وزالت. والعلم به ضروري. بل لو ادعينا : إثبات معنى يستقل بنفسه ، يوجب كون الجسم حاصلا في الحيز ، فهذا السؤال متوجه عليه.
والوجه [الثاني (١)] في الجواب : إنا لو سلمنا صحة الكمون والظهور ، وصحة الانتقال على الأعراض. إلا أنا نقول : لو كان الجسم أزليا ، لكان في الأزل. إما أن يكون حالة واحدة من هذه الأحوال من غير تغير وتبدل. وإما أن تكون موصوفة بالتبدل والتغير ، ويسمى بقاء الجسم على (٢) حالة واحدة بالسكون ، ويسمى انتقاله من حالة إلى حالة أخرى بالحركة. وحينئذ يتمشى الدليل المذكور.
فيثبت : أن هذا السؤال ساقط بسبب هذين الوجهين :
والعجب : أن المتكلمين طولوا في هذا الباب ، وتكلموا في أربع مسائل :
إحداها : في إبطال الكمون والظهور.
وثانيها : في إبطال انتقال الأعراض من محل إلى محل [آخر (٣)] وثالثها : في انتقال الأعراض من محلها ، إلى لا في محل.
رابعها : بيان أن العرض لا يقوم بالعرض.
وإنما خاضوا في تقرير هذه المسائل الأربع ، لدفع السؤال المذكور. وقد ظهر بالتقرير الذي ذكرناه : أنه لا حاجة البتة في دفع ذلك السؤال إلى شيء
__________________
(١) من (ت)
(٢) الحالة الواحدة (ت)
(٣) من (ط)