[أهل (١)] الإقليم السادس والسابع فأهلهم فجيون ، ولغلبة البرد والرطوبة عليهم ، اشتد بياض ألوانهم ، وزرق (٢) عيونهم ، وعظمت وجوههم ، واستدارت. فقد تبين : أن اختلاف طبائع الناس في صورهم وأشكالهم وألوانهم ، بسبب اختلاف [أحوال (٣)] الشمس في القرب والبعد ، وأما اختلاف الناس في الأخلاق والطبائع ، فهو تابع لاختلاف أمزجتهم. فإن الوهم المؤثر الذي للهند ، لا يكاد يوجد في غيرهم ، وكذلك الشجاعة في الترك ، وسوء الخلق (٤) في المغاربة ، لا يوجد مثله للمشارقة.
الوجه العاشر من تأثيرات الشمس : اختلاف الفصول الأربعة ، بسبب انتقالها في ارباع الفلك. ولا شك : أن السبب في تولد النباتات ونضجها وكمال حالها ، ليس إلا هذه الفصول الأربعة. [فلما كان السبب لحدوث الفصول الأربعة هو الشمس (٥)] والسبب لتولد الحيوانات هو النبات ، صارت الشمس كالأصل لكل حوادث هذا العالم.
الوجه الحادي عشر في تأثير الشمس في النبات : وهو من وجوه :
أحدهما : إن الشمس إذا تباعدت عن سمت الرأس ، اشتد البرد في الهواء ، واستولى البرد على ظاهر الأرض. فيقوى الحر في باطن الأرض ، ويتولد فيه الأبخرة اللطيفة ، الموافقة لتكون المعادن ، وانفلاق الحب في بطن الأرض [فإذا مالت الشمس إلى سمت الرءوس ، وزوال البرد ، واعتدل الهواء ، خرجت تلك الشظايا من بطن الأرض (٦) إلى ظهرها. ثم إن الهواء المسخن بسبب قوة الشمس ، الشمس تؤثر فيه. فيحصل النضج والكمال في الزروع والثمار.
__________________
(١) من (ت)
(٢) ودقة (ت)
(٣) من (س)
(٤) الأخلاق (ط)
(٥) من (س)
(٦) من (س)