مقدمة
في بيان أنواع السحر
النوع الأول : وهو أعظمها قوة ، وأشدها تأثيرا ـ على ما يقال ـ السحر المبني على مقتضيات أحكام النجوم.
وتقرير الكلام فيه : أنه ثبت بالدلائل الفلسفية : أن مبادي حدوث الحوادث في هذا العالم ، هو الأشكال الفلكية ، والاتصالات الكوكبية. ثم إن التجارب المعتبرة في علم الأحكام ، انضافت إلى تلك الدلائل ، فقويت تلك المقدمة جدا. ثم إن التجارب النجومية دلت على اختصاص كل واحد من هذه الكواكب السيارة بأشياء معينة من هذا العالم الأسفل ، فلكل واحد منها طعوم مخصوصة ، وروائح مخصوصة [وأشكال مخصوصة (١)] ومن المعادن كذا ، ومن النبات كذا ، ومن الحيوان كذا.
فإذا طلب من الكوكب حالة مخصوصة ، مناسبة لعمل مخصوص ثم جمع بين الأشياء الفعلية (٢) المناسبة لذلك الكوكب ، ولذلك الأثر ، فحينئذ قد حصل الفاعل القوي على ذلك الفعل ، وحصلت المواد القابلة لذلك الأثر ، المناسبة له. وعند الجمع بين الفاعل وبين القابل ، لا بد وأن يظهر الأثر. فهذا شرح هذا النوع من السحر.
__________________
(١) (ط ، ل).
(٢) الفعلية (ط) السفلية (ت) الفلسفية (ل).