والنوع الرابع : قسمة البروج إلى ثلاثين درجة. ومعرفة طبائع تلك الدرجات وآثارها وكيفياتها.
وللقدماء فيها روايات :
إحداها : ما يروى عن «طمطم الهندي» فإنه يذكر لكل درجة خاصيتها وأسماءها وبخورها وأثرها. فإذا نزلت الشمس في تلك الدرجة ، وجب التبخير ، بذلك البخور ، ودعا صاحب تلك الدرجة بذلك الاسم ، وطلب ذلك الأثر منه.
والرواية الثانية : خواص تلك الدرجات [بحسب ما هو منقول عن «زردشت».
والرواية الثالثة : خواصها (١)] بحسب ما هو منقول عن البابليين.
__________________
(١) من (ل).
لا لاحظ : أن ناسخ مخطوطة (لا له لي) و (طا) يقول : إنه وجد القسم الثالث في معرفة طبيعة الفلك. في المخطوطة التي ينقل منها ، وبعد النقل وجد مخطوطة أخرى فيها القسم الثالث مختلف عن المخطوطة التي ينقل منها. فنقل ما في المخطوطتين للفائدة. وهذا نص المنقول عن المخطوطة الأخرى :
القسم الثالث في معرفة طبيعة الفلك :
واتفقوا على قسمة الفلك من وجوه كثيرة :
فالوجه الأول : قسمة الفلك باثني عشر قسما. والسبب الأقوى فيه : أن الناس وجدوا السنة تنقسم إلى الفصول الأربعة بسبب حصول الشمس في الأرباع الأربعة من الفلك. فلهذا السبب قسموا دور الفلك بأربعة أقسام. ثم وجدوا لكل فصل من الفصول الأربعة : أولا ووسطا ، ونهاية. فلا جرم ، صار دون الفلك مقسوما باثني عشر قسما. واعلم : أن هذا التقسيم يقع على وجهين : الأول : أن يعتبر حاله بسبب البروج. واعلم : أن بسبب تقاطع منقطة الفلك الأعظم ، ومنطقة البروج ؛ حصل نقطتان عليهما التقاطع. وهما نقطتا : الحمل والميزان. ونقطتان هما غايتا المباينة. وهما نقطتا : السرطان والجدي. والاعتدال أشرف من الإفراط ، فنقطتا التقاطع ، أشرف من نقطتي الانقلاب. والحرارة أشرف من البرودة ، فجعلوا نقطتي الاعتدال حارتين ، ونقطتي الانقلاب باردتين. ثم إن اليبوسة أفضل من الرطوبة. لأن اليبوسة عبارة عن المنع من الانفعال ، والرطوبة عبارة : عن الانفعال. فاليبوسة أشرف من الرطوبة. ومعلوم : أن عند انتقال الشمس إلى الحمل ، ينتقل الزمان من الشتاء إلى الربيع ، فتحدث لكلية العالم : الحياة والبهجة. وعند انتقال الشمس من السنبلة إلى الميزان ، ينتقل الزمان من الصيف إلى الخريف ، وهو انتقال من الكمال إلى النقصان. فالحمل أشرف من الميزان. فلا جرم جعلوا الحمل حارا يابسا ، والميزان حارا رطبا. والجدي أشرف من السرطان ، لأن عند ـ