فيه : «إن أمّ سعد بن عبادة توفّيت وهو غائب عنها فقال يا رسول الله أينفعها شيء إن تصدّقت عنها قال نعم قال فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها» (١). وحديث رواه أبو داود وأحمد والنسائي عن سعد بن عبادة نفسه أنه قال : «يا رسول الله إنّ أمّ سعد ماتت فأيّ الصدقة أفضل قال الماء فحفر بئرا وقال هذه لأمّ سعد» (٢). وحديث عن عائشة رواه البخاري ومسلم عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من مات وعليه صيام صام عنه وليّه» (٣). وحديث رواه الخمسة عن ابن عباس قال : «جاء رجل إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال يا رسول الله إنّ أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها؟ فقال : لو كان على أمّك دين أكنت قاضيه عنها؟ قال : نعم ، قال فدين الله أحقّ أن يقضى» (٤). وحديث رواه الشيخان جاء فيه : «جاءت امرأة إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقالت يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها؟ قال : أرأيت لو كان على أمّك دين فقضيتيه أكان يؤدّي ذلك عنها قالت نعم قال فصومي عن أمك» (٥). وحديث رواه الترمذي وابن ماجه عن ابن عمر قال : «قال النبي صلىاللهعليهوسلم من مات وعليه صيام شهر فليطعم عنه مكان كلّ يوم مسكينا» (٦). وقد ذهب الإمام أحمد إلى صحة انتفاع الميت بثواب كل ما يوهب له من عبادات وتطوعات وصدقات استنادا إلى هذه الأحاديث. والمذهب وجيه ، ولسنا نرى فيه تناقضا مع روح الآيات ، وفي الأحاديث النبوية حثّ على فعل الخير عبادة وصدقات ولو كان للميت. وفي ذلك ما فيه من تلقين. ويتحفظ الإمام الشافعي بخاصة في انتفاع الموتى بما يقرأ ويوهب لهم من قرآن لأنه ليس من عملهم وكسبهم ، وأيده ابن كثير الذي فرق بين قراءة القرآن وبين الدعاء والصدقات وقال إن هذا مجمع على وصول
__________________
(١) التاج ج ١ ص ٣٤٥ ـ ٣٤٦.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) التاج ج ٢ ص ٧١.
(٤) المصدر نفسه ص ٧٢.
(٥) المصدر نفسه.
(٦) المصدر نفسه.