واجبا بالوجوب النفسي أو الغيري تتّصف أجزاؤه الداخليّة بوصف المقدّميّة للمأمور به كاتّصافها بوصف الجزئيّة له ، وعلى هذا إن كان متعلّق الوجوب الغيري عبارة عن الأمر المركّب ـ أي المقدّمة بانضمام قيد الإيصال ـ فيكون كلّ جزء منه مقدّمة لمجموع المركّب الواجب ، ولا بدّ لكلّ مقدّمة من انضمام قيد الإيصال إليها ، فإنّه لا يقول بمقدّميّة ذات المقدّمة وحدها للمقدّمة الموصلة ، وهكذا لا يقول بمقدّميّة قيد الإيصال وحده للمقدّمة الموصلة ، وإذا انضمّ إليهما قيد الإيصال فينقل الكلام إلى كلّ الأجزاء ثانيا ، وهكذا ، فإنّ وجوب المقدّمة الموصلة يستلزم أن تكون الذات بقيد الإيصال واجبة ، وقيد الإيصال أيضا بقيد إيصال آخر واجبا ، فيتقيّد كلّ منهما بإيصال آخر ، وهلمّ جرّا ، ومعلوم أنّه أمر مستحيل.
وجوابه : أنّ المركّب إن كان مركّبا عقليّا ـ مثل تركيب ماهيّة الإنسان من الجنس والفصل ـ فلا يصحّ التعبير عن أجزائه بالمقدّمة ، فلا يعقل القول بأنّ الناطق أو الحيوان جزء للإنسان ، وهكذا إن كان المركّب من المركّبات الحقيقيّة الخارجيّة ـ مثل تركيب الجسم من المادّة والصورة ـ إذ لا يعقل القول بأنّ مادّة الشيء أو صورته مقدّمة للشيء ، وأمّا إن كان المركّب من المركّبات الصناعيّة ـ مثل تركيب الدار من الحجر والفلز والآجر ونحوها ـ فلا مانع من التعبير عن أجزائه بالمقدّمة.
وهكذا إن كان المركّب من المركّبات الاعتباريّة ، مثل : تركيب الصلاة والحجّ مثلا من المقولات المتباينة والحقائق المتخالفة التي اعتبرها الشارع شيئا واحدا بلحاظ ترتّب أثر واحد عليها كالمعراجيّة ـ مثلا ـ ففي هذا المركّب أيضا يصحّ التعبير عن أجزائه بالمقدّمة ، وإن كان في التعبيرات المتعارفة عنوان