فصل
في المخصّص المجمل
وإجمال المخصّص من حيث المفهوم قد يكون لتردّده بين الأقلّ والأكثر ، كما إذا خصّص «أكرم العلماء» ب «لا تكرم الفسّاق منهم» ، ودوران مفهوم الفاسق بين مرتكب مطلق المعصية ، وبين مرتكب خصوص الكبيرة ، وقد يكون لتردّده بين المتباينين كما إذا خصّص العام المذكور ب «لا تكرم زيدا» وكونه مردّدا بين شخصين ، وعلى كلا التقديرين قد يكون المخصّص متّصلا ، وقد يكون منفصلا.
أمّا إذا كان الترديد بين الأقلّ والأكثر في المخصّص المتّصل كقولنا : «أكرم العلماء إلّا الفسّاق منهم» فالشكّ في إطلاق عنوان الفاسق وعدمه على مرتكب الصغيرة منهم في لسان الشريعة ، وأنّ إكرامه واجب أم لا.
ومعلوم أنّه لا يصحّ التمسّك بأصالة العموم لإثبات وجوب الإكرام ، فإنّه بمنزلة الصفة ، فإذا قال المولى : «أكرم العلماء العدول» ـ مثلا ـ وشككنا في صدق عنوان العلماء على العالم بالعلوم العربيّة ـ مثلا ـ فلا شكّ في عدم جواز التمسّك بالعامّ لإثبات وجوب الإكرام ، فإنّه فرع إحراز العالميّة ، وهكذا إن شككنا في صفته فإنّ التمسّك بعموم «أكرم العلماء العدول» فرع إحراز العدالة ،