الأمر الثاني
في تقسيمات الواجب
الأوّل : المطلق والمشروط
ومعلوم أنّه ليس لكلمة المطلق والمشروط وحدها اصطلاح خاصّ عند الفقهاء والاصوليّين وهكذا لكلمة الواجب ، ولكن كان لهذا الموصوف مع إحدى الصفتين المذكورتين اصطلاح خاصّ عندهم ، ولذا ذكروا تعاريف متعدّدة ومتكثّرة لهما. ولا بدّ لنا قبل الورود فيها من الإشارة إلى نكتة ، وهي : أنّ التقابل بين المطلق والمشروط هل يكون تقابل التضادّ أو التضايف؟ وبعد الفراغ من عدم تقابل التناقض والإيجاب والسلب ، فإنّهما أمران وجوديّان.
والظاهر أنّه ليس بنحو التضادّ أيضا ، فإنّ اجتماع المتضادّين في معروض ممتنع مطلقا ، ولازم ذلك ألّا يكون الواجب المطلق أصلا في العالم ؛ لأنّ كلّ تكليف مشروط بالشرائط الأربعة العامّة ـ أي البلوغ والعقل والقدرة والعلم ـ مع أنّه ليس كذلك ، هذا أوّلا.
وثانيا : أنّا نرى اتّصاف كثير من الواجبات في زمن واحد بالإطلاق والاشتراط معا كالصلاة ـ مثلا ـ فإنّها واجب مشروط بالنسبة إلى الوقت