بنفس الكون على السطح ـ مثلا ـ وحيثيّة ذي المقدّمة حيثيّة تعليليّة ، فالوجوب الغيري أيضا لا يتعلّق بعنوان مقدّمة المقدّمة ، بل يتعلّق بالكون على السطح ، كما أنّه لا يتعلّق بعنوان المقدّمة ، بل يتعلّق بنصب السلّم ، كما قال به صاحب الكفاية قدسسره ، فهذا القول يستلزم اجتماع الحكمين المتماثلين على ذي المقدّمة ، وهو مستحيل.
وجوابه : أنّ توقّف الكون على السطح على نصب السلّم ، وهكذا توقّف نصب السلّم الموصل على الكون على السطح ، لا يكون قابلا للإنكار ، ولكنّه إذا تحقّق لذي المقدّمة عنوان مقدّمة المقدّمة ، فلا يكون متعلّق الوجوب الغيري نفس ذي المقدّمة على مبنى صاحب الفصول ، بل يكون متعلّقه الكون على السطح الموصل ، فنسأل حينئذ عن الموصل إليه ، وما هو الموصل إليه في مقدّمة المقدّمة؟
يحتمل أن يكون الموصل إليه فيها ـ كما في سائر الموارد ـ عبارة عن الكون على السطح ، فإن كان كذلك فلا شكّ في استحالته ؛ إذ لا معنى لأن يكون الكون على السطح متّصفا بالموصليّة إلى الكون على السطح.
ويحتمل أن يكون الموصل إليه فيها عبارة عن نصب السلّم ، فهو أيضا ممتنع ؛ إذ الكون على السطح ليس بمقدّمة لذات المقدّمة الاولى ، بل يكون مقدّمة للمقدّمة الموصلة ، وعلى هذا يكون الكون على السطح مقدّمة موصلة لنصب السلّم الذي يوصلنا إلى الكون على السطح ، فتتحقّق موصليّة شيء إلى نفسه مع واسطة واحدة ، وهذا مستحيل ، فلا يقول صاحب الفصول قدسسره بتعلّق الوجوب الغيري بذي المقدّمة أصلا حتّى يستلزم هذه المحذورات.