لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (١١٢) وقال : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ) [يونس : ٤٢] وقال : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ) [يونس : ٤٣] وقال : (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ) [الأحزاب : ٣١] فقال (يَقْنُتْ) فجعله على اللفظ ، لأنّ اللفظ في (مَنْ) مذكّر وجعل (تَعْمَلْ) و (نُؤْتِها) على المعنى. وقد قرأ بعضهم : (ويعمل) (١) فجعله على اللفظ لأنّ لفظ (مَنْ) مذكّر. وقد قرأ بعضهم : (ومن تقنت) (٢) فجعله على المعنى لأنه يعني امرأة. وهي حجّة على من قال : «لا يكون اللفظ في «من» على المعنى إلّا ان تكون «من» في معنى «الذي» ، فأمّا في المجازاة والاستفهام فلا يكون اللفظ في «من» على المعنى».
وقولهم هذا خطأ ، لأنّ هذا الموضع الذي فيه (ومن تقنت) مجازاة. وقد قالت العرب «ما جاءت حاجتك» فأنّثوا «جاءت» لأنّها ل «ما» ، وإنّما أنّثوا ، لان معنى «ما» هو الحاجة. وقد قالت العرب أو بعضهم «من كانت أمّك» فنصب وقال الشاعر (٣) [من الطويل هو الشاهد التاسع عشر] :
تعشّ فإن عاهدتني لا تخونني |
|
نكن مثل من ، يا ذئب ، يصطحبان (٤) |
ويروى (تعال فإن). وقد جعل (من) بمنزلة رجل.
قال الشاعر (٥) [من الرمل وهو الشاهد العشرون] :
__________________
(١). معاني القرآن ٢ : ٣٤١ قراءة الأعمش وأبي عبد الرحمن السلميّ. تفسير الطبري ٢٢ : ١ ، ٢ عامة قراء الكوفة. السبعة ٥٢١ قراءة حمزة والكسائي. الحجة لابن خالويه ٢٦٤ بلا نسبة. الكشف ٢ : ١٩٦ كالسبعة والتيسير ١٧٩ كذلك. البحر ٧ : ٢٢٨ أضاف السلميّ وابن وثاب.
(٢). الجامع ١٤ : ١٧٦ قراءة يعقوب. والبحر ٧ : ٢٢٨ قراءة الجحدي والاسواري ويعقوب في رواية ، وابن عامر في رواية ، ورواها أبو حاتم عن أبي جعفر وشيبة ونافع.
(٣). هو الفرزذق همّام بن غالب.
(٤). في الأصل كلمة مطموسة تكاد تقرأ «لعنتم» وفي الهامش «نسخة تعشّ فإن». وهو في ديوانه ٢ : ٨٧٠ ، بلفظ «تعش» و «واثقتني» وفي الكتاب ١ : ٤٠٤ بلفظ تعال ، وفي الكامل ١ : ٣٢ برواية الأخفش والمجاز ٢ : ٤١ «بتعلل» والصاحبي ١٧٣ ب «تعال».
(٥). هو سويد بن أبي كامل بن حارثة اليشكري.