إلاه» (١) ، فزعموا أنه على هذه اللغة بالتثقيل تقرأ. وزعم أبو زيد (٢) أنّه سمع أعرابيا فصيحا من بلحارث يقول : «ضربت يداه» و «وضعته علاه» يريد : يديه وعليه. وقرأ بعضهم (إنّ هذين لساحران) (٣) وذلك خلاف الكتاب. وقال الشاعر (٤) [من الرجز وهو الشاهد الثالث والتسعون] :
طاروا عليه (٥) فشل (٦) علاها |
|
واشدد بمثنى (٧) حقب حقواها |
ناجية وناجيا أباها |
وأمّا «أن» الخفيفة فتكون زائدة مع «فلمّا» و «لمّا» قال تعالى (فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ) [يوسف : ٩٦] وانما هي «فلمّا جاء البشير» وقال (وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا) [العنكبوت : ٣٣] يقول «ولمّا جاءت» وتزاد أيضا مع «لو» يقولون : «أن لو جئتني كان خيرا لك» يقول «لو جئتني». وتكون في معنى «أي» ؛ قال تعالى (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا) [ص : ٦] يقول «أي امشوا». وتكون خفيفة في معنى الثقيلة في مثل قوله تعالى : (أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) [يونس : ١٠] و (أن لعنة الله عليه) (٨) على قولك «أنه لعنة الله»
__________________
(١). هي لغة بني الحارث بن كعب اللسان «علا» والخزانة ٣ : ١٩٩ ونوادر أبي زيد ٥٨.
(٢). هو أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري المتوفّى سنة ٢٢٥ ه أحد أعلام مدرسة البصرة ، انظر ترجمته في أخبار النحويين البصريّين ٤١ ، ومراتب النحويين ٤٢ ، وطبقات ١٦٥ ، ونزهة الألباء ٨٥ ، وإنباه الرواة ٢ : ٣٠ ، وبغية الوعاة ٢٥٤.
(٣). في معاني القرآن ٢ : ١٨٣ إلى أبي عمرو ، وفي تأويل مشكل القرآن ٥١ زاد عيسى بن عمرو عاصما الجحدري ، وفي الطّبري ١٦ : ١٨١ أغفل الجحدري ، وزاد يونس في ١٦ : ١٧٩ ان السدّي تأوّل بها ، وفي السبعة ٤١٩ إلى أبي عمرو وحده ، وكذلك في حجّة ابن خالويه ٢١٧ ، والكشف ٢ : ٩٩ ، والتيسير ١٥١ ، وفي الجامع ١١ : ٢١٦ ، إلى عائشة وعثمان من الصحابة ، وإلى الحسن وسعيد بن جبير وابراهيم النخعي من التابعين ، وأبي عمرو وعيسى بن عمر وعاصم الجحدري من القرّاء ، وفي البحر ٦ : ٢٥٥ إلى عائشة والحسن والنخعي والجحدري والأعمش وابن جبير وأبي عبيد وأبي عمرو.
(٤). هو بعض أهل اليمن ، وأنشده أبو الغور ، النوادر ٥٨ و ٦٤.
(٥). في الصحاح «علا» والخزانة ٣ : ١٩٩ واللسان «علا» والخصائص ٢ : ٢٦٩ ب «علاهن».
(٦). في الصحاح واللسان ب «فطر».
(٧). في الأصل : «بمثنا» وفي النوادر ٥٨ بمتني بالتاء المثناة ، وياء بعد النون ، وفي ١٦٤ كما في رواية الأخفش «مثنى» ، وفي اللسان «بمثني» بناء مثلثة وياء بعد النون.
(٨). النور ٢٤ : ٧ ؛ والقراءة المشهورة : (أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ).