وزعم (١) يونس (٢) ، أنّ ناسا من العرب يفتحون اللام التي في مكان «كي» (٣) ، وأنشدوا هذا البيت ، فزعم أنّه سمعه مفتوحا [من الوافر وهو الشاهد الحادي بعد المائة] :
يؤامرني ربيعة كلّ يوم |
|
لأهلكه وأقتني الدّجاجا (٤) |
وزعم خلف (٥) ، أنّها لغة لبني العنبر ، وأنه سمع رجلا ينشد هذا البيت منهم مفتوحا [من الطويل وهو الشاهد الثاني بعد المائة] :
فقلت لكلبيّي قضاعة إنّما |
|
تخبّر تخبرتماني أهل فلج لأمنعا (٦) |
يريد «من أهل فلج». وقد سمعت أنا ذلك من العرب ، وذلك أنّ أصل اللام الفتح ، وإنما كسرت في الإضافة ليفرّق بينها وبين لام الابتداء. وزعم أبو عبيدة (٧) أنّه سمع لام «لعلّ» مفتوحة في لغة من يجرّ بها ما بعدها في قول الشاعر (٨) [من الوافر وهو الشاهد الثالث بعد المائة] :
لعلّ الله يمكنني عليها |
|
جهارا من زهير أو أسيد (٩) |
__________________
(١). في خزانة الأدب ٤ : ٣٧٦ نقل هذا النص للاخفش من المسائل البصرية لأبي علي الفارسي ، حتى نهاية البيت «لعلّ الله» مع تقديم وتأخير فيه.
(٢). يونس بن حبيب البصري ، وقد مرت ترجمته فيما سبق.
(٣). انما تكلم على لام كي ، إشارة إلى قوله تعالى في الآية [٧٩](لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً).
(٤). في شرح الأبيات للفارقي ٥١ ب «تواعدني» و «لا هلكها» ، وفي الخزانة ٤ : ٣٧٦ كذلك وبلا عزو فيهما ، ونص الفارقي هو أنه نقل نص أبي علي في المسائل البصرية ، وكذلك نص البغدادي في الخزانة ، وكان نص أبي علي عند الفارقي «وأحفظ من كتاب أبي الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش.» وعند البغدادي : قال أبو الحسن الأخفش.».
(٥). هو أبو محرز خلف بن حيان النحوي المتوفّى في حدود ثمانين ومائة. انظر ترجمته في مراتب النحويين ٤٦ ، وطبقات النحويين ١٦١ ، ونزهة الألبّاء وإنباه الرواة ١ : ٣٤٨ ، وبغية الوعاة ٢٤٢.
(٦). لم تفد المراجع والمصادر شيئا في القائل والقول.
(٧). هو ابو عبيدة معمر بن المثنى التيمي. انظر ترجمته في اخبار النحويين البصريين ٥٢ ومراتب النحويين ٤٤ وطبقات النحويين ١٧٥ ونزهة الألباء ٦٨ وإنباه الرواة ١ : ٢٧٦ وبغية الوعاة ٢٩٥.
(٨). في الخزانة ٤ : ٣٧٥ ، أنّه خالد بن جعفر بن كلاب العبسي. الأغاني ١٠ : ١٢.
(٩). البيت في شرح الأبيات للفارقي ٥١ أما في الخزانة ٤ : ٣٧٥ في العنوان فموافق في اللفظ لما رواه الأخفش ، ولكن ورد في ص ٣٧٧ ب «يقدرني» وفي الأغاني ١٠ : ١٢ ب «يقردني».