وقال (١) [من الكامل وهو الشاهد السادس بعد المائة] :
فإذا ، وذلك ليس إلّا حينه |
|
وإذا مضى شيء كأن لم يفعل (٢) |
كأنه زاد الواو وجعل خبره مضمرا ، ونحو هذا مما خبره مضمر كثير.
وقوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ) [الآية ٨٣].
وقوله : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ) [الآية ٨٤] فرفع هذا ، لأنّ كلّ ما كان من الفعل على «يفعل هو» و «تفعل أنت» و «أفعل أنا» و «نفعل نحن» ، فهو أبدا مرفوع ، لا تعمل فيه إلا الحروف التي ذكرت لك ، من حروف النصب أو حروف الجزم والأمر والنهي والمجازاة. وليس شيء من ذلك هاهنا ، وإنّما رفع لموقعه في موضع الأسماء. ومعنى هذا الكلام حكاية ، كأنه قال : «استحلفناهم لا يعبدون» أي : قلنا لهم : «والله لا تعبدون» ، وذلك أنها تقرأ (يعبدون) (٣) و (تَعْبُدُونَ) (٤). وقال تعالى : (وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ) (٧) [الصافات](لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ) [الصافات : ٨]. فإن شئت جعلت (لا يسّمّعون) مبتدأ ، وان شئت قلت : هو في معنى «أن لا يسّمّعوا» فلمّا حذفت «أن» ارتفع ، كما تقول : «أتيتك تعطيني وتحسن إليّ وتنظر في حاجتي» ومثله «مره يعطيني» إن شئت جعلته على «فهو يعطيني» ، وإن شئت على «أن يعطيني». فلما ألقيت «أن» ارتفع. قال الشاعر (٥) [من الطويل وهو الشاهد السابع بعد المائة] :
__________________
(١). هو أبو كبير الهذلي. ديوان الهذليين ٢ : ١٠٠ ، والصناعتين ٤٤٣ والخزانة ٤ : ٤٢٠. وهو كثير في إعراب القرآن للزجّاج ٣ : ٨٨٩ ، وجاء في الأصل «وقوله».
(٢). في الخزانة ورد مرتين في إحداهما ب «ذكره» و «لم أفعل» ، وفي التمام ٢٤٨ بفتح ياء «يفعل» ، وفي الصناعتين ومجالس ثعلب ١٢٦ ب «ذكره».
(٣). في المصاحف ٥٧ إلى الأعمش وفي السبعة ١٦٢ إلى ابن كثير وحمزة والكسائي ، وكذلك في التيسير ٧٤ والجامع ٢ : ١٣ والبحر ١ : ٢٨٢ ، وفي الطّبري ٢ : ٢٨٨ بلا نسبة ، وفي معاني القرآن ١ : ٥٤ بلا نسبتها ، قراءة.
(٤). في السبعة ١٦٢ إلى أبي عمرو ونافع وعاصم وابن عامر ، وفي التيسير ٧٤ إلى غير ابن كثير أو حمزة والكسائي ، وفي الجامع ٢ : ١٣ بالجزم إلى أبيّ وابن مسعود ، وفي البحر ١ : ٢٨٢ مثل التيسير.
(٥). هو طرفة بن العبد البكري.