و «عوذات» وهي : المعاذة ، و «بيضة» و «بيضات» ، و «ميتة» و «ميتات». لأنّ هذا لو حرّك ، لتغيّر وصار ألفا فكان يغيّر بناء الاسم ، فاستثقلوا ذلك. وقالوا : «عضة» و «عضات» فلم يحرّكوا لأنّ هذا موضع تتحرّك فيه لام الفعل ، فلا يضعّف ، ولو لا أنّه حرك ، لضعّف ؛ وأكثر ما في «الظلمات» و «الكسرات» وما أشبههما ، أن يحرّك الثاني على الأوّل (١). وقد دعاهم ذلك إلى أن قالوا «أذكر» فضمّوا الألف لضمة الكاف ، وبينها حرف ، فذلك أخلق.
وقد قال بعضهم : «أنا أنبوك» ، «أنا أجوك» ، فضم الباء والجيم ، لضمّه الهمزة ليجعلها على لفظ واحد ، فهذا أشدّ من ذاك. وقال : «هذا هو منحدر من الجبل» يريد «منحدر» ، فضم الدال لضمه الراء ، كما ضم الباء والجيم ، في «أنبوك» و «أجوك».
وقرءوا كلمة «الملائكة» ، بالجرّ (٢) والرفع (٣) قوله : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ) [الآية ٢١٠] لأنه قد قال ذلك في غير موضع. قال تعالى : (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ) [الفجر : ٢٢] وقال (إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ) [الأنعام : ١٥٨] و «الملك» في هذا الموضع جماعة كما تقول : «أهلك النّاس الدّينار والدّرهم» و «هلك البعير والشّاء. وقوله تعالى (إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ) يعني أمره ، لأنّ الله تبارك وتعالى ، لا يزول كما تقول : «قد خشينا أن تأتينا بنو أميّة» ، وإنما تعني حكمهم.
وقال تعالى (وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ) [الآية ٢١٣] أي : «وما اختلف فيه إلّا الذين أوتوه بغيا بينهم من بعد ما جاءتهم البيّنات».
__________________
(١). في شرح الرضيّ على الكافية ٢٣٢ و ٢٣٣ تفصيل لهذه اللغات من غير نسبة ، إلّا في لغة هذيل في فتح ما عينه واو أو ياء ، وجاء مثل ذلك في شرح الرضي على الشافية ١٠٤ ، مع إيجاز شديد أحال معه إلى شرح الكافية.
وفي اللهجات العربية ٤٢٨ و ٤٢٩ نسبت هذه اللغة عينها إلى هذيل تارة ، وتميم تارة أخرى حسب اختلاف المراجع والمصادر لديه.
(٢). في معاني القرآن ١ : ١٢٤ إلى بعض أهل المدينة ، وفي الشواذ ١٣ إلى أبي جعفر المدني ، وفي البحر ٢ : ١٢٥ إلى الحسن وأبي حياة وأبي جعفر ، وفي الطّبري ٤ : ٢٦١ بلا نسبة.
(٣). في الطّبري ٤ : ٢٦١ إلى أبيّ بن كعب ، وفي البحر ٢ : ١٢٥ إلى الجمهور ، وفي القرطبي ٣ : ٢٥ أنّ قراءة ابن مسعود (الله والملائكة في ظلل) وهي التي انتصر بها الفرّاء في معاني القرآن ١ : ١٢٤ لقراءة الرفع.