لا في مقابلة العلم بالعمل بالواقع ، ويلزم من ذلك كون كلّ من العلم والظنّ المتعلّق بأحدهما في مقابل المتعلّق بالآخر.
فدعوى : «انّ الظّن بسلوك الطريق يستلزم الظنّ بالفراغ ، بخلاف الظنّ باتيان الواقع» ، فاسدة.
هذا كلّه ، مع
______________________________________________________
تنزيلي (لا في مقابلة العلم بالعمل بالواقع) فانّه ليس الخبر في مقابل العلم وعرضه ، بل في مقابل الواقع وعرضه.
(ويلزم من ذلك ، كون كلّ من العلم والظنّ المتعلّق بأحدهما) أي : بالواقع أو بالخبر (في مقابل المتعلّق بالآخر) فالعلم بالخبر كالعلم بالواقع ، والظنّ بالخبر كالظنّ بالواقع.
وعليه : (فدعوى انّ الظّن بسلوك الطريق يستلزم الظنّ بالفراغ ، بخلاف الظنّ باتيان الواقع ، فاسدة) لما عرفت : من انّه كما يكون الظنّ بالخبر كافيا ، كذلك الظنّ بالواقع.
وتوضيح جواب المصنّف بلفظ الأوثق : انّه لا ريب أنّ نفس سلوك الطريق المجعول من دون علم به ، لا يترتب عليه تحقق الامتثال أصلا ، حتى يكون في عرض العلم بالواقع.
نعم ، يترتّب عليه سقوط الأمر في التوصليّات ، كما يترتّب ذلك على سلوك نفس الواقع من دون علم به حين سلوكه ، فمؤدّى الطريق في عرض الواقع ، والعلم به في عرض العلم بالواقع ، والامتثال إنّما يترتب على العلمين ، والظنّ ايضا إنّما يقوم مقامهما عند تعذرهما دون المعلومين.
(هذا كلّه ، مع) فرض أنّ الشارع جعل الخبر ، فيكون الخبر في عرض الواقع ،