ومنها : قوله عليهالسلام : «الناس في سعة ما لا يعلموا».
فانّ كلمة «ما» إمّا موصولة اضيف إليها السعة وإمّا مصدريّة ظرفيّة ، وعلى التقديرين يثبت المطلوب.
وفيه : ما تقدّم في الآيات
______________________________________________________
الأحكام قد بينها ، بخلاف حديث الحجب ، فليس فيه هذه القرينة ، فيشتمل الأحكام أيضا ، ولهذا لا نرى بأسا بالاستدلال بحديث الحجب على البراءة ، كما استدل به كثير من الاصوليين (ومنها) أي : من الروايات التي استدل بها للبراءة (قوله عليهالسلام : «النّاس في سعة ما لا يعلموا») (١) وفي قراءة هذه الجملة احتمالان أشار اليهما المصنّف بقوله : (فانّ كلمة «ما» امّا موصولة أضيف إليها السّعة) فيكون معناه : الناس في سعة الحكم الذي لا يعلمونه ، أو المراد : ب «ما» أعم من الحكم والموضوع ، أي : في سعة الشيء الذي لا يعلمونه موضوعا كان أو حكما ، ولا يخفى : انّ هذا المعنى أنسب بالحديث لأنّه مقتضى الاطلاق.
(وإمّا مصدرية ظرفية) فتكون «ما» بمعنى : «ما دام» ، ويكون التقدير : الناس في سعة ـ بالتنوين ـ ما دام لا يعلمون ، وحيث حذف متعلق لا يعلمون ، وحذف المتعلّق يفيد العموم ، يكون أعم من الحكم والموضوع.
(وعلى التقديرين يثبت المطلوب) وهو : انّه لا حرمة على الانسان ولا وجوب فيما إذا كان الشك في الشيء من الشك البدوي غير المقرون بالعلم الاجمالي. (وفيه :) انّه لا يدل على البراءة وذلك لأجل (ما تقدّم في الآيات :
__________________
(١) ـ مستدرك الوسائل : ج ١٨ ص ٢٠ ب ١٢ ح ٢١٨٨٦ ، غوالي اللئالي : ج ١ ص ٤٢٤ ح ١٠٩ وقريب منه في المحاسن : ص ٤٥٢ ح ٣٦٥ والكافي (فروع) : ج ٦ ص ٢٩٧ ح ٢ وتهذيب الاحكام : ج ٩ ص ٩٩ ب ٤ ح ١٦٧ ووسائل الشيعة : ج ٣ ص ٤٩٣ ب ٥٠ ح ٤٢٧٠.