من أنّ الاخباريين لا ينكرون عدم وجوب الاحتياط على من لم يعمل بوجوب الاحتياط من العقل والنقل بعد التأمّل والتتبّع.
ومنها : رواية عبد الأعلى عن الصادق عليهالسلام : «قال : سألته عمّن لم يعرف شيئا ، هل عليه شيء؟ قال : لا».
بناء على أنّ المراد بالشيء الأوّل
______________________________________________________
من أنّ الاخباريين لا ينكرون عدم وجوب الاحتياط على من لم يعمل بوجوب الاحتياط من العقل والنقل) بشرط ان يكون عدم علمه (بعد التأمّل والتتبّع) بل إنهم يدّعون : انهم يعلمون بوجوب الاحتياط بدليل العقل والنقل ، فلا يكون مورد الاحتياط ممّا لا يعلمون.
نعم ، دليل الأخباريين ان تمّ لم يكن الخبر دالا على البراءة ، لأنّ دليل الأخباريين وارد ، على هذا الخبر ، لكن دليلهم لا يتم ـ كما سيأتي ـ فهذا الخبر يكون دالّا على البراءة في الشبهة الموضوعيّة والحكميّة ، والتكليفيّة والوضعيّة ، تحريميّة كانت أو وجوبيّة.
(ومنها) أي : من الروايات التي استدل بها للبراءة (رواية عبد الأعلى عن الصّادق عليهالسلام قال : سألته عمّن لم يعرف شيئا ، هل عليه شيء؟ قال : لا) (١) ولا يخفى : انّ «شيء» في آخر السؤال يشمل ، العقاب والاستحقاق ، والاعادة ، والقضاء ، والكفارة ، والحدّ ، وغير ذلك للاطلاق ، فاللازم أن لا يكون عليه شيء إذا كان غير العالم بأن لم يعرف شيئا.
وكيف كان : فهذا الحديث من أدلة البراءة (بناء على أنّ المراد بالشيء الأوّل :
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ١٦٤ ح ٢.