فرد معيّن مفروض في الخارج حتّى لا يفيد العموم في النفي ، فيكون المراد : هل عليه شيء في خصوص ذلك الشيء المجهول ، وأمّا بناء على إرادة العموم ، فظاهره السؤال عن القاصر الذي لا يدرك شيئا.
ومنها : قوله عليهالسلام : «أيّما امرئ ركب
______________________________________________________
فرد) أي : شيء (معين مفروض في الخارج) يعني : انه سأل عما إذا لم يعلم الانسان ـ مثلا ـ وجوب الجمعة ، أو حرمة التتن ، هل عليه شيء من الوجوب والحرمة؟ فقال عليهالسلام : لا ، لا شيء عليه ، ممّا يدل على البراءة.
هذا إذا أخذنا : «لم يعرف شيئا» بمعنى الفرد (حتى لا يفيد العموم في النفي) يعني : انّه لا يعرف شيئا خاصا ، لا انّه لا يعرف شيئا أصلا (فيكون المراد : هل عليه شيء في خصوص ذلك الشيء المجهول؟) فقال عليهالسلام : لا.
(وأمّا بناء على إرادة العموم) من قوله : «لم يعرف شيئا» لانه نكرة في سياق النفي ، والنكرة في سياق النفي تفيد العموم (فظاهره) إنّما هو (السؤال عن القاصر الذي) يعيش في كهوف الجبال ، أو منقطع من الأرض ، أو جزيرة نائية ، فهو (لا يدرك شيئا) من الأحكام ، فلا يكون الحديث دالا على البراءة.
لكن يمكن أن يقال : انّه على العموم أيضا يدلّ على البراءة ، فانّ من لا يعرف شيئا إطلاقا ملاكه يأتي فيمن لا يعرف شيئا بالخصوص ، وبذلك يظهر وجه النظر في قول الأوثق حيث قال : «انّما لم يتعرّض المصنّف لرد هذه الرواية لوضوح ضعف دلالتها ، لعدم دلالتها على البراءة سواء اريد بالشيء : شيء معين ، أو غير معين».
(ومنها :) أي : من الروايات التي استدل بها للبراءة (قوله عليهالسلام : أيّما امرئ ركب