في الدين في الجنّة مخلدين وأهل الاحتياط في النار معذّبين» ، انتهى كلامه.
أقول : لا يخفى على العوامّ فضلا عن غيرهم أنّ أحدا لا يقول بحرمة الاحتياط ولا ينكر حسنه وأنّه سبيل النجاة ، وأمّا الافتاء بوجوب الاحتياط فلا إشكال في أنّه غير مطابق للاحتياط ، لاحتمال
______________________________________________________
في الدين) كالعامل بالبراءة (في الجنة مخلدين ، وأهل الاحتياط في النار معذّبين ، انتهى كلامه) رفع مقامه.
(أقول) : ان كان السيد الجزائري يريد بكلامه هذا : حسن العمل بالاحتياط فهو في محله ، لأنّ الاحتياط حسن على كلّ حال ، وان كان يريد به حسن الفتوى بالاحتياط ، فهو ليس في محله ، لانّ الاحتياط هنا في ترك الفتوى بالاحتياط.
هذا بالاضافة الى ما سيأتي في أخير كلام المصنّف من الالماع الى انّ الأصل في الشريعة اليسر دون العسر ، قال تعالى : (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (١) ومن الواضح : انّ الاحتياط في الموارد المشتبهة من العسر وليس من اليسر.
وعلى أيّ حال : فانّه (لا يخفى على العوام فضلا عن غيرهم انّ أحدا لا يقول بحرمة) العمل على (الاحتياط ولا ينكر حسنه وانّه سبيل النّجاة) لأنّ الاحتياط حسن على كل حال.
(وأمّا الافتاء بوجوب الاحتياط) بمعنى انّ الفقيه يفتي لمقلديه بوجوب الاحتياط (فلا اشكال في) عدم حسنه و (انّه غير مطابق للاحتياط ، لاحتمال
__________________
(١) ـ سورة البقرة : الآية ١٨٥.