والمراد بالتفكّر ابتلاء الأنبياء عليهمالسلام ، بأهل الوسوسة ، لا غير ذلك ، كما حكى الله عن الوليد بن المغيرة : (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ،) فافهم.
______________________________________________________
(والمراد بالتفكّر : ابتلاء الأنبياء) والأئمة عليهمالسلام (بأهل الوسوسة) من الناس الذي يشككون في الأنبياء وفي دعوتهم ، وفي الأئمة الطاهرين والأولياء المقربين.
وعلى هذا ، فيكون معنى هذا الحديث هو ما ذكره الصدوق (لا غير ذلك) فان الانبياء معصومون ولا يكون فيهم شيء من الصفات السّيئة.
وأما ابتلاء الأنبياء بأهل الوسوسة : فهو (كما حكى الله عن الوليد بن المغيرة) انه دخل مجلس قومه وقال : أتزعمون انّ محمّدا مجنون ولم ير منه جنون ، أو كاهن ولم يحدّث كما يحدثه الكهنة ، أو شاعر ولم ير منه الشعر ، أو كاذب وهو مشهور بالصدق والأمانة؟ قالت قريش : فما ذا نقول فيه فاخذ يفكر في الجواب ويقدر التهمة تقديرا كما قال عنه تعالى : (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ) أي : انّه جعل نسبة الكذب إلى النبي تقديرا خاصا ، وقال : إنّه ساحر ، فتوعّده الله بالعذاب حيث قال سبحانه (فَقُتِلَ) أي : قتله الله ، وهذا من الدعاء على الوليد ، وليس معناه الأخبار ، وإنما معناه : التهديد بالموت والبوار ، ثم العقاب والعذاب على أنه (كَيْفَ قَدَّرَ) (١)) (٢) وهذا إظهار للتعجب منه بأنّه كيف استطاع ان يطعن النبي بما يناسب أذهان السذج من الناس حيث قال : انّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ساحر.
(فافهم) فان هذا التفسير الذي ذكره الصدوق وإن كان حسنا من جهة تنزيه
__________________
(١) ـ سورة المدثر : الآيات ١٨ ـ ١٩.
(٢) ـ الخصال : ص ٨٩ ح ٢٧.