وإن لم يلتفت إليه واحتمل العقاب كان مجبولا على الالتزام بتركه. كمن احتمل أنّ فيما يريد سلوكه من الطريق سبعا.
وعلى كلّ تقدير فلا ينفع قول الأخباريّين له إنّ العقل يحكم بوجوب الاحتياط من باب وجوب دفع الضرر المحتمل ، ولا قول الاصوليّ له إنّ العقل يحكم بنفي البأس مع الاشتباه.
______________________________________________________
باطنة كما انّ الأنبياء والائمة عليهمالسلام حجة ظاهرة (١).
(وان لم يلتفت اليه) أي : الى قبح العقاب من غير بيان (واحتمل العقاب ، كان مجبولا على الالتزام بتركه) ومجبولا أي : محكوما بالجبلة والفطرة على ذلك ، فهو (كمن احتمل أن فيما يريد سلوكه من الطريق سبعا) فانّ فطرته تدله على وجوب الاجتناب عن ذلك الطريق.
(وعلى كل تقدير : فلا ينفع قول الأخباريين له) أي : للجاهل (: انّ العقل يحكم بوجوب الاحتياط من باب وجوب دفع الضّرر المحتمل ، ولا قول الاصولي له : انّ العقل يحكم بنفي البأس) والبراءة (مع الاشتباه) وذلك لأنّ المفروض انّ هذا الجاهل لا يتمكن من استفتاء العالم الفرض انّ العالم يمتنع عن الجواب ، فيكون هذا الجاهل مجبورا الى الرجوع الى عقله.
ومن الواضح : انّه لا فرق بين عقل العالم وعقل الجاهل فيما يرجع فيه الى حكم العقل ، ولا يتعبد أحد بعقل الآخر ، وكون الفقيه أهل خبرة دون الجاهل
__________________
(١) ـ اشارة الى الحديث «انّ لله على الناس حجّتان ، حجّة ظاهرة وحجّة باطنة ، فأمّا الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمّة ، وأمّا الباطنة فالعقول» بحار الأنوار : ج ١ ص ١٣٧ ب ٤ ح ٣٠ ، وورد شبيه ذلك في الكافي (اصول) : ج ١ ص ١٦ ح ١٢.