بجميع مشخّصاته ، خصوصا عند القائل بالتحسين والتقبيح ، لمدخليّة المشخّصات في الحسن والقبح حتى الزمان.
وبه يندفع ما يقال : «إنّه كما يمكن أن يجعل الزمان ظرفا للفعل ، بأن يقال : التبريد في زمان الصيف مطلوب ، فلا يجري الاستصحاب إذا شك في مطلوبيّته في زمان آخر ، أمكن أن يقال : إنّ التبريد مطلوب في زمان الصيف على أن يكون الموضوع نفس التبريد والزمان قيدا للطلب ، وحينئذ فيجوز استصحاب الطلب إذا شك في بقائه بعد الصيف ،
______________________________________________________
فإنه يلاحظه (بجميع مشخّصاته) وذلك (خصوصا عند القائل بالتحسين والتقبيح ، لمدخليّة المشخّصات في الحسن والقبح حتى الزمان).
وإنّما قال : حتى الزمان لأن الشيء ربما يكون حسنا في زمان ويكون نفسه غير حسن في زمان آخر ، وكذا قد يكون الشيء قبيحا في زمان ويكون نفسه غير قبيح في زمان آخر.
(وبه) أي : بما ذكرناه : من إن كل قيد فهو راجع إلى القيد في الموضوع (يندفع ما يقال : «إنّه كما يمكن أن يجعل الزمان ظرفا للفعل) حتى يكون الفعل مقيّدا بالظرف ، وذلك (بأن يقال : التبريد في زمان الصيف مطلوب ، فلا يجري الاستصحاب إذا شك في مطلوبيّته) أي التبريد (في زمان آخر) غير زمان الصيف وذلك للشك في الموضوع.
وعليه : فإنه كما أمكن أن يقال ذلك ، أيضا (أمكن أن يقال : إنّ التبريد مطلوب في زمان الصيف) فلا يكون الزمان قيدا للتبريد ، بل (على أن يكون الموضوع نفس التبريد والزمان قيدا للطلب ، وحينئذ) أي : حين كان الموضوع مجرّدا عن القيد وإنّما كان الحكم هو المقيّد (فيجوز استصحاب الطلب إذا شك في بقائه بعد الصيف).