قال في الذكرى : بعد تقسيم حكم العقل غير المتوقف على الخطاب إلى خمسة أقسام ما يستقل به العقل ، كحسن العدل ، والتمسك بأصل البراءة ، وعدم الدليل دليل العدم ،
______________________________________________________
مطلقا وان كان متجها بناء على ما جاء في كلامه المحكي في النهاية ، إلّا ان محمد بن علي بن أحمد الجباعي العاملي قد حكى في شرحه على قواعد الشهيد ، عن الغزالي ، في كتابه المستصفى : التصريح بالتفصيل بين استصحاب حال الاجماع وغيره» (١).
ثم إنّ المصنّف وعد أن يذكر كلام الشهيد قبل عدّة أسطر والآن وفى بوعده قائلا : (قال) الشهيد الأوّل (في الذكرى : بعد تقسيم حكم العقل غير المتوقف على الخطاب) الشرعي ، لأن العقل : قد يحكم بعد خطاب الشارع مثل : حكم العقل بوجوب الاطاعة بعد قول الشارع : (أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) (٢) وليس التقسيم في هذا.
وقد يحكم بدون ان يكون هناك خطاب من الشرع مثل : حسن العدل وقبح الظلم ، والتقسيم في هذا ، فقد قسّمه (إلى خمسة أقسام) كالتالي :
الأوّل : (ما يستقل به العقل ، كحسن العدل) وقبح الظلم.
(و) الثاني : (التمسك بأصل البراءة) وذلك فيما إذا شك الانسان بأنه هل هو مكلّف أو بريء؟ فالعقل يحكم بأنه بريء ما لم يثبت دليل يدل على وجوب شيء أو حرمته عليه.
(و) الثالث : (عدم الدليل دليل العدم) وهذا كما لا يخفى : قد يوافق البراءة
__________________
(١) ـ أوثق الوسائل : ص ٤٨٠ ما نسب الى الغزالي عدم حجيّة استصحاب حال الاجماع.
(٢) ـ سورة البقرة : الآية ٤٣ و ٨٣ و ١١٠.