فيقول : اسلّم شمول الصيغة ، لكنّي اخصّصه بدليل ، فعليه الدليل.
وهذا ، المخالف لا يسلّم شمول الاجماع لمحل الخلاف ، لاستحالة الاجماع ، وعدم استحالة شمول الصيغة مع الخلاف ، فهذه دقيقة يجب التنبيه لها.
______________________________________________________
هل يلزم فيه بيتوتة الصيام من الليل أم لا؟.
والحاصل : إنهم اختلفوا في انه هل يلزم في شهر رمضان ان ينوي الصيام من الليل ، أو لا يلزم؟ بينما الكل اتّفقوا على انه يلزم في غير شهر رمضان ان ينوي الصيام من الليل ، فاختلافهم في شهر رمضان لا يضر بشمول الدليل لشهر رمضان كما يشمل غير شهر رمضان أيضا.
وعليه : (فيقول) الخصم الذي يقول بعدم لزوم تبييت النية من الليل في شهر رمضان : (اسلّم شمول الصيغة) المذكورة في النبوي لشهر رمضان أيضا (لكنّي اخصّصه بدليل) خارجي فأقول لأجل ذلك الدليل المخصص : انه لا يلزم تبييت النية من الليل في شهر رمضان.
إذن : (فعليه الدليل) أي : على هذا الخصم المنكر للزوم تبييت النية من الليل المسلّم شمول الصيغة له أن يأتي بالدليل المخصص لهذا العام النبوي.
(و) لكن (هذا المخالف) للاجماع (لا يسلّم شمول الاجماع لمحل الخلاف) فالاختلاف والاجماع في طرفي نقيض ، وذلك (لاستحالة الاجماع) في محل الخلاف (وعدم استحالة شمول الصيغة) المذكورة في النبوي (مع الخلاف) بين الفقهاء في الحكم.
إذن : (فهذه دقيقة يجب التنبيه لها) فان النص يمكن ان يختلف فيه ، امّا مع وجود الاجماع فلا يمكن الاختلاف.