ثم إنّ تعارض المقتضي لليقين ونفس الشك ، لم يكد يتصوّر فيما نحن فيه ، لأنّ اليقين بالمستصحب ، كوجوب الامساك في الزمان السابق ، كان حاصلا من اليقين بمقدّمتين صغرى وجدانيّة ، وهي : أنّ هذا الآن لم يدخل الليل ، وكبرى مستفادة من دليل استمرار الحكم إلى غاية معيّنة ، وهي : وجوب الامساك قبل أن يدخل الليل.
______________________________________________________
(ثم) ان المصنّف لمّا قال : ان نقض اليقين بالشك في الرواية ظاهر في ان الذي يعارضه الشك هو : أحكام اليقين الثابتة للمتيقن أعني : المستصحب باعتبار اليقين ، تعرض للاشكال على كلام المحقق المذكور الذي جعل التعارض بين الشك ودليل اليقين وقال : ان هذا خلاف الظاهر من الرواية بل (إنّ تعارض المقتضي لليقين) أي : دليل اليقين (ونفس الشك ، لم يكد يتصوّر فيما نحن فيه) الذي هو عبارة عن الشك في دخول الليل وعدمه.
وإنّما قال : لم يكد يتصور هنا (لأنّ اليقين بالمستصحب كوجوب الامساك في الزمان السابق كان حاصلا من اليقين بمقدّمتين) :
المقدمة الاولى : إنّ الليل لم يدخل.
المقدمة الثانية : انه يجب الامساك قبل دخول الليل.
أشار المصنّف إلى المقدمة الاولى بقوله : (صغرى وجدانيّة ، وهي : أنّ هذا الآن لم يدخل الليل) لوضوح : ان في الزمان الأوّل السابق على الشك لم يكن الليل داخلا.
وأشار إلى المقدمة الثانية بقوله : (وكبرى مستفادة من دليل استمرار الحكم إلى غاية معيّنة ، وهي : وجوب الامساك قبل أن يدخل الليل) حيث قال سبحانه :